مباراة العمر ..!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أمام اليابان كانت مباراة العمر، هل تعرف من قال هذه العبارة، ليس أنا، بل هو مدرب اليابان المكسيكي أجيري، هذا المدرب المحترم جاءت منه الشهادة التي تزيدنا قوة وتزيدنا ثقة من أجل استمرار المشوار القاسي، واختار كلمة القاسي لأنها أكثر دلالة من الصعوبة، الفريق التي تضعه الأقدار في الدور ربع النهائي أمام البطل الياباني، ثم تضعه إذا تجاوز هذه المعركة، أمام صاحب الدار الأسترالي في الدور نصف النهائي في معركة أخرى بل هي أم المعارك، نعم من تضعه الأقدار بين الرحى والسندان، فهي قسوة وليست مجرد صعوبة!!

أعود للمدرب الياباني الذي قال في المؤتمر الصحافي إن منتخب الإمارات لعب مباراة العمر وقال عن خسارة فريقه أنا لا أبحث عن أعذار فقد استحق الفريق المنافس الفوز، ولا يشفع لنا أننا امتلكنا زمام المباراة بعد هدف السبق الاماراتي وكانت لنا الأفضلية، صحيح صنعنا الفرص، وسجلنا هدف التعادل بعد مشقة، لكننا لم نستطع تحقيق الفوز، وهو ما دفعنا للخروج من البطولة، لأن كرة القدم معنية بالأهداف في المقام الأول، وأضاف المدرب قائلا بالنص عن منتخبنا «ينبغي إزجاء التهنئة للمنتخب الإماراتي على هذا الفوز، فقد استحقوا هذه النتيجة بعد أن خاضوا مواجهة قوية وقاموا بتبديلات عدة لتحقيق التفوق علينا، كما أنهم قاموا بالمطلوب في الدفاع عن مرماهم واعتمدوا على التمريرات الطويلة».

لقد حرصت على الاستشهاد برأي مدرب اليابان ردا على من يحاول التقليل من منطلق أننا دافعنا كل الوقت، فليس عيبا أن تلعب بواقعية من أجل تحقيق هدفك في نهاية الأمر، وليس عيبا أن تدافع أمام فريق أقوى منك بعد أن باغته بعد 7 دقائق فقط من البداية، لقد كان طبيعيا أن تحاول الدفاع عن هدفك وأن يحاول هو تخليص الهدف ثم الدفاع عن لقبه!

العكس هو الصحيح، فما حدث ليس عيبا، بل فخر وشطارة وذكاء من مدرب ومن لاعبين، من مدرب قام بسد الذرائع من خلال تبديلات واقعية ومدروسة من أجل تحقيق هدفه، ومن لاعبين تعاملوا مع المباراة بحس كروي عال واحترام لقدرات أقوى فرق القارة على الإطلاق، ظلوا يحاربون ويستأسدون ويقاتلون حتى بلغوا ركلات الجزاء، وكأن الأقدار أرادت أن تكافئهم على ما بذلوه من جهد فوق العادة طوال 120 دقيقة كاملة!!

وكما استشهدنا بمدرب كبير لمنتخب كبير هو المكسيكي أجيري، فأيضا أستشهد بالصحف الأسترالية وقناة فوكس التي حللت هدف علي مبخوت لفترة طويلة وقالت عنه إنه هدف عالمي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ونحمد الله أنهم هم الذين وصفوا الهدف بالعالمية وليس نحن حتى لا نتهم بأننا نبالغ، ومن يدقق فسوف يقتنع بما قالوه، فقد كان مبخوت بارعا أولا لحظة استلام الكرة بين مدافعين يابانيين بجه قدمه الخارجي، وهذه براعة من وحي اللحظة لا تأتي إلا لأصحاب المواهب العالية، ومباشرة بعد أن تسلم الكرة بهذه الطريقة سدد في الزاوية الميتة البعيدة وعبثا حاول الحارس الياباني الكبير كواشيما فقد كانت أسرع من قراره، فسكنت الشباك وهزتها للمرة الأولى والأخيرة في البطولة!!

كلمات أخيرة

ֺ قدم المنتخب العراقي الشقيق الملقب بأسود الرافدين مع المنتخب الإيراني القوي أروع وأمتع مباراة في البطولة على الإطلاق، فقد اتسمت بالندية والإثارة من بدايتها وحتى نهايتها كان أروع ما فيها الشوطين الإضافيين اللذين شهدا أربعة أهداف من الستة وتسابق في التسجيل من الفريقين معا حتى انتهت بالتعادل 3/3 واكتملت الإثارة بكلات الترجيح، إنها مباراة لا تنسى للفريقين، وفوز لا ينسى لأسود الرافدين.

ֺ من يفز على البطل، من حقه أن يطمع في صاحب الدار، ومباراة العمر رفعت معدلات الثقة إلى الحد الأقصى، لنا عودة.

Email