أشياء أسعدتني

ت + ت - الحجم الطبيعي

من منطلق خليك إيجابي، أتحدث عن مشاهد أسعدتني، بدلاً من التحدث عن مشاهد أغضبتني، تسألني لماذا، فأقول، لأن الأشياء المغضبة أصبحت كثيرة و»ياما« تحدثنا وسنتحدث عنها، أما الأشياء المسعدة فهي التي أصبحت نادرة، ولا تنس أن كرة القدم أصبحت مثل الحياة، فالإنسان منا »ما بيصدق« أن يجد أشياء سعيدة لكي يمسك بها، ولا يفوت الفرصة.

من بين الأشياء السعيدة في خليجي 22 التي حطت رحالها بالأمس أتذكر ما يلي:

أولا: أن المنتخب الوطني أثبت أنه يستطيع بدون عمر عبد الرحمن، فعندما أصيب هذا اللاعب الفذ وخرج في ظرف صعب وفي أعقاب هدفين سريعين دخلا مرمانا، باتت الدنيا سوداء في أعيننا..

ولم يكن أحد يتوقع أن نعود، فإذا المنتخب يتمرد ويتفوق على نفسه وعلى أحزانه في الشوط الثاني ويتعادل ويكاد أن يفوز، وبصرف النظر عما حدث بعد ذلك، فالمنتخب أثبت أنه يستطيع أن يعود وأن يقهر الظروف الصعبة، حتى لو كانت هذه الظروف التأخر بهدفين من صاحب الأرض وخروج عموري، وهذا المكسب المهم فرحت به لأن ثقافة العودة بعد محنة تأتينا قبل كأس آسيا.

ثانيا: أننا كسبنا في هذه البطولة هدافاً رائعاً هو علي مبخوت، وشخصيا توقفت كثيرا عند رأي ماجد عبدالله أحد أهم رموز لاعبي الخليج عندما قال »علي مبخوت هو أفضل مهاجم في هذه الدورة بلا منازع، ومبخوت تفوق على نفسه ليس فقط بأهدافه بل بغزواته وانطلاقاته، إضافة إلى تلك المهارة العالية جدا في التسجيل من التسديدات بعيدة المدى سواء كانت من خلال تسديدات قوية أو عبارة عن كرات »مركونة« بالعقل فبل القدم !.

ثالثا: أن المهاجم الصبور أحمد خليل استعاد بريقه واسترد ثقته في نفسه من خلال هدفين رائعين في المنتخب السعودي، وهذا في حد ذاته مكسب مهم قبل آسيا، وكم سعدت لأحمد فلولا هذان الهدفان لكان قد انتهى، ولكان قد وضع مهدي في موقف حرج فقد راهن عليه المدرب وتحمل وكسب الاثنان الرهان في نهاية الأمر، إنه درس كروي بكل المقاييس.

رابعا: اعترافات مهدي بالخطأ، ووعده بالإصلاح، واعتراف عموري ضمنا بالخطأ غير المقصود في حق مدربه، واعتذاره الضمني أيضا، كل هذه الأمور ثقافات جديدة اكتسبناها من مواقف صعبة في الدورة، وهي أمور وإن كانت ليس لها علاقة مباشرة بالملعب إلا أنها تؤثر فيه وتؤثر فينا!.

خامسا: كلمات سمو الشيخ هزاع بن زايد جاءت كالبلسم في الوقت المناسب، وأكثر ما شدني إليها هو تجديد الثقة في اتحاد كرة القدم، وهذه في حد ذاتها، أراها تذهب صوب يوسف السركال مباشرة حماية له من تلك الضربات التي تأتيه من كل صوب في الآونة الأخير، أعلم أن السركال في هذه المرحلة يحاول جاهدا تقديم كل ما عنده، وأن اتحاده سخر كل شيء من أجل المنتخب، وتحمل في سبيل ذلك الكثير، لقد جاءت المساندة في وقت مناسب لشخص يوسف وهي في نفس الوقت مساندة لكرة الإمارات.

كلمات أخيرة

ذهبت دورة الخليج بحلوها ومرها كعادة الأيام، شكراً لرياض الخير ولأميرها الشاب تركي بن عبد الله الذي لفت الانتباه بقوة، مبروك للبطل القطري، وهارد لك الأخضر السعودي.

Email