لا تكبروها !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أنكر أنني مثل الكثيرين، كنت أتمنى «أن تكمل»، ويصل منتخبنا الوطني الإماراتي إلى نهائي خليجي 22، غير أن اللاعب السعودي سالم الدوسري كان له رأي آخر، عندما انتابته لحظة إلهام، ربما تكون غير مسبوقة على هذا النحو.

فسجل هدف الفوز لفريقه بصورة مدهشة ومفاجئة، أحبطتنا جميعاً وكسرت خاطرنا، لأننا بعد أن نجحنا في تحويل الخسارة بهدفين إلى تعادل مثير، كنا نمني النفس بأن يكتمل المشهد ونسجل الثالث، أو على الأقل نذهب بالمباراة إلى الوقت الإضافي أو ضربات الجزاء.

لكن هدف الدوسري المفاجئ في طريقة تسجيله وفي توقيته، كان قاسياً ورهيباً، لا سيما أن إسماعيل مطر قبل هذا المشهد، وفي أعقاب التعادل مباشرة، أضاع فرصة الهدف الثالث بصورة كأن الأقدار أرادتها هكذا، فقد سدد إسماعيل بصورة مباشرة ورائعة وهو منفرد، إلا أن الكرة القوية المباغتة اختارت نفس المكان الذي وقف فيه الحارس السعودي، ويا سبحان الله، إنها كرة القدم!!

الذي انتابني بعد هذه المباراة لا يزال معي، شعور بالأسف، كنت أريدها أن تكتمل، فقد كان المشهد سيكون مختلفاً اختلافاً كلياً لو وصلنا للنهائي، لكنها مرة هي كرة القدم وأحكامها.

بالطبع، لا أستغرب ولا أندهش، فهناك من سيتفق معي وهناك من سيختلف، شخصياً أنا لا أبحث وراء أشياء كثيرة يحب أن يبحث فيها غيري، ربما لأنه يشاهد الأمور هكذا، وهذا حقه، وربما لشيء في نفسه!

قياسي للأمور يحكمها شيء مهم من وجهة نظري، وأسأل: هل أدى اللاعبون واجبهم وقدموا كل ما لديهم من أجل الفوز، ناهيك عن مسألة الأخطاء، فليس هناك فريق في الدنيا لا يخطئ، الصحيح أننا لم نكن على مستوى الطموح في الشوط الأول، الذي شهد بعض الأخطاء من القلب والوسط، فجاء الهدفان السعوديان بغتة، ثم ازداد الطين بلة بخروج المايسترو عموري اضطرارياً للإصابة.

لكن من الإنصاف أن نقول إن الأداء في الشوط الثاني كان بطولياً، لعبنا وسجلنا هدفين في منتخب قوي على أرضه وبين جماهيره، وتعادلنا، وكنا أقرب للفوز بكرة إسماعيل، وفجأة انشقت الأرض عن الدوسري فسجل، وهي مهارة خاصة باللاعب، دونما مسؤولية علينا، هكذا رأيت الهدف الذي أوصلهم للنهائي عن استحقاق، وأبعدنا عن النهائي دونما استحقاق!!

كلمات أخيرة

** ما سبق، هو ما كمن في نفسي، نعم أنا محبط، لكني غير غاضب من المنتخب ولا عليه، فهو كان القاسم المشترك في أجمل ثلاث مباريات في الدورة، الإمارات والكويت، الإمارات والعراق، الإمارات والسعودية، التي كانت الأجمل والأقوى والأكثر إثارة على الإطلاق.

** لا أحب أن أترصد المدرب مهدي، فهي الخسارة الرسمية الأولى في مشواره مع المنتخب، لا أحب التدخل في عمل المدرب واختياراته، فهو الأدرى بحالهم، ويكفي أن الناس بعد أن أشبعوه نقداً على إصراره بالإبقاء على أحمد خليل طوال مباريات الدورة، وهو ليس في حالته، يكفي أنهم اقتنعوا بعد هدفي خليل في السعودية، وهما هدفان من الوزن الثقيل.

** لو كانت كلمة «لو» تجدي يا إسماعيل، نعم « لو» جاء الهدف الفوز الثالث عن طريقك وتأهلنا به، «مالك نصيب يا صاحبي»!!

** حكاية «يد» عموري وهل صافحت «يد» مهدي أم لا، أراها في هذا الظرف القهري الذي كان فيه اللاعب ظالمة، اليد لم تلحق باليد، ولم يكن هناك تعمد، لأن المدرب لم يخرجه حتى يغضب، بل الإصابة اللعينة هي التي أخرجته، مهدي كان أول من ذهب للمستشفى للاطمئنان، شخصياً، لا أميل للإدانة، بل أقدر الظرف، ولا تكبروها!!

Email