«استقيموا» يرحمكم الله!!

عندما وقع اتحاد كرة القدم في فخ التمديد الخاطئ للاعبين، وقعت الواقعة لدرجة أن هناك من طالب الاتحاد بالاستقالة، وأمس خرج علينا خليفة مطر الطنيجي، رئيس شركة الظفرة لكرة القدم، مطالباً اتحاد الكرة بالاستقالة الفورية، بعد أن فاض الكيل من خطايا التحكيم على فريقه وعلى غيره من فرق الدوري!

وقبل أن أقول ما أود قوله، أسوق مبررات الطنيجي على هذه الكلمة القوية، وعلى هذا التصريح الصريح الذي لا لف فيه ولا دوران!! الطنيجي يتهم طاقم حكام مباراة فريقه الأخيرة أمام الأهلي في الدوري بأنه احتسب هدف التعادل للأهلي.

وهو هدف غير صحيح، إذ كان مهاجم الأهلي غرافيتي في موقع حجب الرؤية عن حارس بني ياس خلال تسديدة الهدف من زميله خمينيز، كما أن الحكم تغاضى عن طرد مدافع الأهلي عبد العزيز هيكل الذي تعمد سحب الكرة بيده وتم احتسابها ضربة جزاء.

وهي الأخطاء التي اعتبرها المسؤول البني ياسي أخطاء أخلت بالعدالة، وأثرت في ضياع نقطتين من فريقه، فبعد أن كان منتصراً بهدفين تعادل الأهلي في الدقيقة 97 بزيادة دقيقة عن الـ6 دقائق التي احتسبها الحكم وقتاً بدل ضائع!

أما ما أود قوله فأوجزه على النحو التالي:

أولاً: أتفق مع الطنيجي في أن أخطاء الحكام زادت عن الحد، وله الحق في التعبير عن غضبه كما شاء، فهو رجل مسؤول ويعرف ماذا يقول، وهذه الأخطاء بالمناسبة لفتت الانتباه، سواء في الجولة الأخيرة أو ما سبقها، وخطورة هذه الأخطاء أنها كان من شأنها أن تؤثر في النتائج، وهو الأمر الذي دفع مدرباً مثل كالديرون مدرب الوصل إلى السخرية من الوضع بقوله «أتمنى أن تكون ضربة الجزاء القادمة لمصلحة الوصل»!!

ثانياً: برغم أنني لا ألوم من طالب الاتحاد بالاستقالة، فإنني لست مع التصعيد إلى هذه الدرجة، من يطالب بالاستقالة فعليه أن يطالب اللجنة مثلاً، برغم علمي أن الاتحاد يتحمل المسؤولية «السياسية» عن عمل لجانه وأعضائه، وحتى مطالبة لجنة الحكام بالاستقالة فيها أيضاً تصعيد غير محبب أو مناسب!

ثالثاً: ليس في هذا الرأي دفاع عن أحد، لكن من غير المقبول أن نطالب اتحاداً بالاستقالة لمجرد خطأ اختلف الناس بشأنه، وحتى لو لم يختلفوا، هل من المعقول أن نطالب بالاستقالة من أجل ضربة جزاء مشكوك فيها!! أخطاء الحكام بالذات لا يجوز أن تطالب فيها أحداً بالاستقالة، طالما أنها أخطاء بشرية، تقع على الجميع وليس نادياً بعينه، والسؤال هنا: هل هناك نادٍ ولو واحد لم يتضرر من التحكيم؟!

رابعاً: أتفهم المطالبة بالاستقالة، إذ لا قدر الله كان هناك مستند يدين هذا الحكم أو ذلك في نزاهته، فإذا حدث ذلك فليذهب الاتحاد وحكامه إلى «.....»، لكننا نعلم يقينا أن كل حكامنا بخير في ما يتعلق بالنواحي الأخلاقية، ثم لا تنسوا أننا جميعاً تعاهدنا أن نتحمل حكامنا بكل عيوبهم، طالما اتفقنا أنه لا مجال للحكام الأجانب.

آخر الكلام

الصوت أصبح عالياً يا اتحاد الكرة، ومعنى الصوت العالي أن الأخطاء تجاوزت الحدود، أي أخطاء!!

كلمة الاستقالة تصعيد قوي، ربما يعرف صاحبها أنها لن تحدث، لكنها جرأة ربما تمثل سلوكاً جديداً، اسألوا أنفسكم لماذا يتجرأ الناس إلى هذه الدرجة!!

بدلاً من «استقيلوا» يرحمكم الله، سأقول «استقيموا»، والاستقامة هنا، معناها تصحيح الأخطاء فوراً، وبصورة عملية، في كل الاتجاهات، فأحاديث الاستقالة عندما تتكرر بهذا الشكل وهذه الجرأة فهي نذير خطر!!