عيني عينك ..!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا كان صحيحا أن الشركة الايطالية « سيلفا » قد قررت عمل ثلاث فئات لبيع حقوق بث مباريات خليجي 22 للقنوات الرياضية، وأن الفئة الأولى بلغت 15 مليون دولار وتختص بها قنوات أبوظبي ودبي والكاس وبين سبورت، أما الفئة الثانية فلا تزيد على 5 ونصف مليون دولار لقنوات الكويت والبحرين وعمان، والثالثة لا تزيد على ثلاثة ملايين دولار لقنوات العراق والشارقة واليمن، أقول: إذا كان هذا صحيحاً فهو شيء غريب وسابقة تحدث لأول مرة، وقناعتي الشخصية أن هذا التقسيم لا يجوز ولا يعقل، وهو أمر مفهوم وواضح ولا غموض فيه، فقنوات الإمارات تحديدا مستهدفة هكذا عيني عينك إن لم يكن الآخرون أيضاً كذلك، لأن الفئات الأقل أيضا مبالغ فيها إلى حد كبير !

أولاً: من ناحية المبدأ لا يجوز والسلعة واحدة، أن يتم بيعها بمبالغ متفاوتة من منطلق أن هذا يملك وهذا لا يملك، فهذا منطق جديد في الحياة نفسها، وليس فقط في الحياة التجارية، لا يقبله عاقل !

ثانياً: معلوم أن الشركة الإيطالية بينها شراكة مع قناة بين سبورت وهناك من يؤكد أن هذه الشركة مملوكة أصلا لـ بين سبورت، وهذا يعني أن قناة الكاس وقناة بين سبورت ليستا بصراحة في الحسبة فهما في حقيقة الأمر من أصحاب الشأن !

ثالثاً: هذا يعني باختصار ان المستهدف الأول قناتان لا ثالث لهما هما أبوظبي ودبي، وهل يعقل أن تدفع كل قناة 15 مليون دولار لمباريات دورة الخليج علما بأن الذي تم دفعه قبل سنتين فقط لشراء حقوق دورة البحرين لم يزد على 3 ونصف ملايين دولار فقط أي أن الزيادة الحالية تزيد على الأربعة أضعاف .. فهل هذا طبيعي؟ !!

رابعاً: المشهد الحالي هو نفسه المشهد الذي حدث إبان دورة مسقط قبل 4 سنوات، مغالاة لا تصدق في السعر من أجل احتكار السوق ليس أكثر !

خامساً: ما أفهمه أن هذا «تطفيش» للناس، دولة الكويت أعجبني موقفها، قالت كلمتها وقضي الأمر « لن ندفع أكثر من 2 مليون دولار» ولن يموت أحد إذا غابت مباريات دورة الخليج عن الشاشات الكويتية !!

آخر الكلام

Ⅶ شخصياً أنصح قنواتنا أن لا تنزلق وراء هذه الأعمال غير المنطقية وغير المهنية التي تختبئ وراء كلمة شكلها حلو تسمى العرض والطلب، وحتى لو كانت عرضاً وطلباً فلا يجوز لك أن تصنف سلعة واحدة لتبيعها بثلاثة أسعار متفاوتة تفاوتاً شديداً بحجة أن هذا يملك أكثر من هذا، لأن هذا باختصار ليس من شأنك !

Ⅶ دورة الخليج دورة من الزمن الجميل هذا هو سر التمسك بها، ولأنها كذلك فلا يجب أن نتاجر بها، عندنا مائة ألف حكاية أخرى تنفع للتجارة إلا دورة الخليج لأنها تمس دواخل كل إنسان خليجي، كلنا يعلم أنها لا تضيف فنيا الآن، لأنها أضافت وصنعت منتخبات الخليج في البدايات الأولى وكفت ووفت ونحبها الآن لأنها تعيش بداخلنا وتحمل ذكرياتنا الجميلة.

Ⅶ الأمور عندما تصل إلى هذه الدرجة لا يكون أمام الإنسان إلا الزهد حتى فيما يحب، لأن الأساليب الملتوية يفهمها القاصي والداني والصغير والكبير ولا يرفضها فقط بل يشمئز منها !

Ⅶ إذا كانت الأمور تسير هكذا عيني عينك وبلا حياء، فلا، شكراً ما نبغي !!

Email