طلة بوجسيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسعدني كثيراً ظهور المونديالي التاريخي علي محمد بوجسيم في برلمان الحكام، كنوع من المساندة والتحفيز وإبداء النصح، غني عن البيان أن بوجسيم سيظل رمزاً تحكيمياً، فكفاه المشاركة التي لا تنسى ثلاث مرات في نهائيات كأس العالم، ومن البديهي أن يكون نموذجاً لكل حكامنا، لا سيما هؤلاء الذين ينشدون العالمية ليوصلوا المسيرة الناجحة.

أكثر ما أعجبني من كلمات بوجسيم لإخوانه الحكام «من يقول دائماً نحن بشر محاولاً تعليق الأخطاء على هذه الجزئية الإنسانية، لن يتطور، أرجوكم طوروا أنفسكم وقللوا من الأخطاء، ولا تحولوا كلمة نحن بشر إلى شماعة»!

شخصياً، أتمنى أن يكون بوجسيم معنا دائماً، وألا يغيب، وألا يطول الغياب، نحن لا نشك في قدرات الدولي السابق محمد عمر رئيس اللجنة، ولا نشك بنفس الدرجة في قدرات المتميز دائماً الدولي علي حمد مدير الاتحاد، إلى جانب كل الطاقم الفني والإداري الذي يعمل ويجتهد، لكن المقصد ألا تبتعد عنا خبرات هائلة كتلك التي يملكها علي بوجسيم، ولا أخفيكم سراً.

أنني شعرت بحزن عندما شاهدت الهدف الأول الذي سجله الأهلي في الشباب من تسلل ثلاثي، الحزن هنا خاص بحامل الراية الذي لم يضبط تسللاً في غاية السهولة، لقد كان ضبطه لا يحتاج حكماً «ولا مؤاخذة»، فرجل الشارع لو أمسكناه راية لكان قد ضبطه من أول وهلة!! هذه العينة من الأخطاء تبعث على الخجل، وتثير الشفقة!! أقول ذلك رغم علمي أن حامل الراية هذا من الحكام المجيدين والمشهود لهم.

لكني قصدت أن أقسو عليه، فالمباراة واحدة من أهم مباريات الدور الأول، وكان من الممكن أن تنتهي بهذا الهدف!! لقد كانت الأقدار رحيمة بحامل الراية «آل علي» عندما انتهت المباراة لصالح الشباب، فأصبح هذا الخطأ الكبير غير مؤثر في نهاية الأمر، إن هذا الخطأ تحديداً يظل درساً على ضرورة اليقظة الدائمة والوقوف الصحيح، والتفاعل الدائم مع التفاصيل الصغيرة والقدرة على قراءة السيناريوهات المحتملة خلال المباريات.

كلمات أخيرة

أحياناً تكون القسوة لا مفر منها، ولو يفكر أصحاب الشأن قليلاً لعرفوا أنها مهمة جداً، أحياناً لا يجدي أسلوب «الطبطبة» أو إمساك العصا من الوسط، الذي فقط لا أحبه، بل أمقته، لكني في نفس الوقت أعذر أصحابه وأحترمهم «فكل واحد له طريقة»!

علمتني الحياة أنه في بعض الأحيان لا بد أن تضرب بمطرقة حتى يستفيق أصحاب الشأن ويكتشفوا الخلل، وفي نهاية الأمر، يصب كل ذلك في مصلحتهم!

على قدر أهل العزم تأتي العزائم، أقول ذلك لكل من غضب مني، بالتأكيد القصد السيئ غير وارد مع أي فريق من فرقنا، ولن يكون وارداً بأي حال من الأحوال، هذا قولاً واحداً، إذا أردت أن تصدق صدق، وإذا لم ترد فلنا الله.

قال لي بالأمس، وهو صديق عزيز، أريد أن أسألك سؤالاً، قلت تفضل، قال أي فريق تشجع؟، وعندما نظرت إليه نظرة سريعة مستنكرة، استطرد وقال «طيب بلاش تشجع.. يا سيدي لأي فريق تميل»؟ قلت والله العظيم لا أشجع إلا منتخب الإمارات، فقد علمت نفسي ودربتها على عدم الميل لأي ناد على حساب آخر، طالما أنني أرتدي الرداء الإعلامي الذي يفقد معناه إذا لم تكن محايداً، اللهم ثبتنا على الحق.

Email