ذهب ولم يعد!

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أن أتحدث عن بعض معطيات مباريات اليوم الأول التي استوقفتني في دورينا، أقول أولاً لكل من يحب إصدار الأحكام السريعة والمقارنات، على شاكلة أي البدايتين أقوى، الموسم الماضي أم هذا الموسم، أقول، أرجوك لا تفعل، لسببين أننا لانزال نلتقط الأنفاس، ثانياً وهو الأهم.

أننا ومع كل موسم نتطور، حتى لو كان هذا التطور غير محسوس، نتطور بحكم أننا نعيش سنة جديدة وتجربة جديدة، نعم نزداد خبرة ونتعلم، هذا يعني أن سنة الاحتراف السابعة ستكون بالتأكيد أفضل من السنة السادسة، أما على صعيد المسابقة فسوف تتطور هي الأخرى بنفس المنطق.

ولا يجب أن يكون مستوى أي فريق هو القياس لموسم بأكمله كما نطلق أحكامنا أحياناً، ربما يتراجع فريق قوي، لكنك في نفس الوقت ستجد فريقاً آخر يتقدم بعد أن كان متراجعاً، وهكذا هي سنة الحياة كما هي كرة القدم، ودعني أقول لك من الآن، إننا ربما نشهد منافسة ساخنة بين أربع فرق أو خمس أو ست.

لكن في النهاية سيفوز فريق واحد بالبطولة، وهذا لن يعني أن الذي فاز هو فقط الذي اشتغل وتطور دونما الآخرين، بل الصحيح أنه سيكون قد اشتغل أكثر من غيره أو تعب أكثر من غيره فاستحق اللقب.

كنت أترقب شخصياً فريق الفجيرة، ولا ألومه لخسارته ضربة البداية أمام فريق الإمارات المجتهد، والذي قفز فوق معاناته الإدارية والشخصية، لكن هذه الهزيمة جعلتني أتأمل ما فعله عندما استبدل مدربه الذي شهد معه فترة الإعداد بمدرب آخر.

وهل هذا الأمر يعد مقبولاً أم لا، أناقش هذه القضية بعيداً عن أسماء المدربين بالطبع، وهدفي ليس تعليق الهزيمة الأولى على هذا الإجراء الذي لا أحبه، لكني أخاف من هذا الإجراء على كثير من مباريات أخرى قادمة، وأتمنى أن أكون مخطئاً!

في مباراة بني ياس والنصر أنسانا إبراهيم توريه أي كلام آخر، فقد كاد أن يصفي عين محمد جابر لاعب بني ياس، والذي أنقذه الأطباء بعد ذهابه للمستشفى وعينه تنزف دماً! هذه الضربة الغشيمة لم تصب لاعب بني ياس بقدر ما أصابت فريق النصر نفسه من مهاجم محترف أشهد أنه لم يقدم للنصر شيئاً منذ مقدمه.

هذه النوعية من اللاعبين تؤذي فرقها، تكون ببرودها ولامبالاتها، أشبه بمعاول الهدم رغم ما تتقاضاه، وما كنت أتمنى أن أذهب إلى هذه النقطة، لولا هذا التصرف الأرعن في أول مباراة في الدوري!

آخر الكلام

فوز الجزيرة استوقفني، فقد أنهى به ما سماه البعض عقدة عجمان، الكل هلل للاعب الأرجنتيني لانزيني وأنا أضم صوتي لهم، بل أكثر من هذا، لدي مجرد إحساس أن الجزيرة سيكون رقماً صعباً هذا الموسم، أما عجمان «...»!

 الوصل يتقدم بهدفين ثم يفرط ويتعادل الظفرة، قبل أن نلوم الوصل علينا أن نشيد بالظفرة، عاد للمباراة وأصبح تعادله أشبه بالفوز، أما حكاية اللياقة البدنية الناقصة التي كانت وراء عدم الحفاظ على الفوز فربما أصدقها، لكن الأهم ألا تكون هناك أشياء أكبر من حكاية اللياقة، لن أجزم بذلك حتى لا أظلم فريقاً كبيراً تترقب جماهيره عودته بفارغ الصبر!

 الجزائري حسان يبده، قالوا إن عدم اللحاق بتسجيله كان سبب خسارة الفجيرة للبداية، نحمد الله أنهم سجلوه بالأمس، وعليه، فنحن ننتظر الفوز في المباراة الثانية!

 أمنية شخصية سامحوني عليها، أتمنى أن يذهب توريه ولا يعد إن لم يكن اليوم ففي الغد!

Email