الانطباع الأول

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت النسخة الاحترافية السابعة من الدوري بالأمس، كنا واقعين تحت إشكالية الواقع والطموح، قبل البداية تكون البطولة للكلمات، وعندما يطلق الحكم صافرته تنتهي هذه البطولة الوهمية لنبدأ مشوار الواقع والمستوى الفعلي، تذهب الأقنعة وتبقى الحقيقة.

وقديماً قالوا إن الانطباع الأول هو الانطباع الأخير، وقد حاولت مراراً وتكراراً خلال السنين الماضية أن أدقق في هذا المعنى الصعب، كنت أرفض تصديقه، لكنني آمنت به، فقد كان أشبه بالقاعدة رغم أنه في حد ذاته استثناء.

معنى الكلام أن من ستراه قوياً في البدايات الأولى سيستمر قوياً والعكس صحيح، إلا إذا، لكن أرجوك ألا تعول كثيراً على إلا إذا، حتى لا تذهب بعيداً عن حقيقة الأشياء، وإذا كان لك رأي آخر فأنا أحترمه لسبب بسيط هو أننا نتحدث عن كرة القدم التي في غالب الأمر تبدو منطقية، وفي بعضه الآخر تبدو مجنونة، وتدفعك لأن تضرب على الأقل كفاً بكف.

تذكرت مقولة الانطباع الأول والانطباع الأخير بسبب الكلمات التي جهر بها عبدالله النابودة لفريق الأهلي قبل أن يبدأ مشوار الدفاع عن اللقب أمام الشارقة اليوم، كان النابودة دون أن يقولها صريحة، يتحدث عن مفهوم الانطباع الأول والأخير، كان يتحدث عن بداية الموسم ولم ينس نهايته، كان يتحدث عن شيء رآه في عيون اللاعبين في العام الماضي أعطاه اليقين أن البطولة أهلاوية، هذا الشيء هو الإصرار.. هو التحدي..

هو الرغبة التي لا تلين، هو الثقة الكبيرة في النفس والإمكانيات، النابودة بالتأكيد لم ير هذه الأشياء بعد، لأن الفريق لم يبدأ، لكنه يمني النفس بمشاهدتها مرة أخرى، يعلم رئيس مجلس الإدارة أن كل موسم له حكايته، هو بالتأكيد ليس له دخل في المتغيرات من حوله، لكنه ليس معنياً إلا بفريقه.

هو يعلم أن شكل المنافسة ربما يتغير، لكن كل ما يهمه أن يكون فريقه موجوداً وله كلمته.

عموماً، الانطباع الأهلاوي الأول سنراه اليوم، المستوى والنتيجة سيحددان إن كان هذا الانطباع الأول سيكون الأخير أم لا!

نعم، تحدثت عن الأهلي ولم أتحدث عن منافسه الشرقاوي، لأن الأهلي البطل، سأعطي للشارقة ضعف مساحة الأهلي عندما يصبح بطلاً، وأنا لا أدري حال الشارقة، لكنه صاحب تجربة مهمة في الموسم الماضي، بدأ مهاباً وانتهى مستباحاً، من الممكن أن نعي الدرس، لكننا أحياناً نكون غير قادرين على تطبيقه فعلياً، لا أتمنى ذلك للشارقة، رحمة بتاريخه الكبير الذي نترقب عودته في كل عام دون جدوى!

آخر الكلام

** مباراة الشوط الأول بين الزعيمين العين والهلال، لا تخطف الأضواء من كل ما عداها في السعودية والإمارات فحسب، ولكن على مستوى غرب آسيا كله، هذا ليس مستغرباً، فهو دوري أبطال آسيا، وهي محطة نصف النهائي التي ستحدد طرفاً في المباراة النهائية، وهما معاً فريقان كبيران على مستوى القارة، ناهيك عن الجماهيرية الطاغية لكل منهما على السواء، شخصياً أترقب وأتمنى.

** من البديهي أنني أترقب المتعة والإثارة والكرة الجميلة، وأتمنى فوز الزعيم الإماراتي أو على الأقل العودة بالتعادل على أمل إنهاء المهمة في مرحلة الإياب، وهذا وإن كان ليس بالأمر الهين، لكنه ممكن، فهناك ما يشبه التقارب الكبير في كل شيء.

** حزنت وتألمت لهذا المستوى المنحدر للكرة المصرية على كل المستويات، وآخرها ما كنا نترقبه ولا ننام الليالي من أجله، لقاءات الأهلي والزمالك، مباراة بلا فرصة واحدة، ومستوى يعيدك إلى القرن الماضي، وأخلاقيات يندى لها الجبين من الكبار والصغار.. لا تعليق!

Email