لا يمكن ...!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كل مكان لم يكن هناك سوى سؤال واحد «من يفوز بكأس الخليج العربي .. الأهلي أم الجزيرة» ؟ وكان يتفرع من هذا السؤال عدة أسئلة أخرى تخص الأهلي من نوعية " هل من الممكن أن يفوز الأهلي بكل بطولات الموسم الأربع، وهل بالفعل نحن نعيش زمن الأهلي، وهل في الإشادة به ذم في الآخرين " ؟!

لا أخفيكم كنت لا أجيب إجابة شافية، فما تبقى من بطولات هي نهائيات كؤوس، وكما تعلمون فأي بطولة تحكمها مباراة واحدة فهي دائماً بين فريقين، ومن الجائز أن ينحاز اللقب لأي منهما بصرف عن النظر عن الجدارة وعن القوة، لعبة واحدة، أو قرار واحد من الممكن أن يغير مسار مباراة.

أما الآن وقد فاز الأهلي بلقبه الثالث هذا الموسم، فقد " قطعت جهيزة قول كل خطيب"، كما تقول العرب.

ها هو الأهلي يمضي قدماً ويجيب عن الأسئلة الصعبة، يحقق اللقب تلو اللقب حتى وصل إلى الرقم "3 "، واسمحوا لي على هذا النحو أن أقول " دون أن أجزم " إنه يمضي قدماً نحو اللقب الرابع، وإذا فعل سيكون قد حقق إنجازاً غير مسبوق في تاريخ كرة الإمارات، لأنه بتحقيقه الثلاثية يكون قد تساوى مع النصر عندما حقق في موسم 85 - 86 ثلاثة ألقاب كبرى هي بطولة الدوري وبطولتان لكأس صاحب السمو رئيس الدولة، إحداهما كانت مؤجلة من الموسم الذي سبقه.

الآن وبعد كل هذه الألقاب في موسم التحدي الكبير، فالأهلي ليس عليه التفكير حالياً في اللقب الرابع المحفوف بالمخاطر، فالأهم منه الآن موقعة الثلاثاء المقبل التي سيلاقي فيها السد القطري بالدوحة، وهي المباراة الحاسمة التي على ضوء نتيجتها، إما أن يكمل بطل الإمارات مسيرته في دوري أبطال آسيا، وإما يخرج مبكراً، لا سمح الله.

 والأهلي على هذا النحو ليس له خيار، هكذا قست عليه الأقدار بتوقيت هذه المباراة، التي جاءت مباشرة في أعقاب لقب صعب تحقق بالجهد والعرق والمعاناة دونما أن يتمكن بالطبع من تدوير اللاعبين، لكنه بالطبع إذا تمكن من تجاوز عقبة الثلاثاء وأكمل مشوار الآسيوية فسيكون بالتأكيد في إمكانه تخصيص قوته الضاربة للآسيوية وإكمال الدوري بمجموعة مختلطة من منطلق أن اللقب الكبير تحقق قبل النهاية بثلاث جولات كاملة.

لن أقول عن مباراة أمس إلا كلمة «لا يمكن » .. فقد ثارت ثائرة الأهلي في الشوط الثاني وتحول إلى ما يشبه العاصفة التي تقتلع كل ما يقابلها، من كان يتوقع بعد العزف الجزراوي الرهيب في الشوط الأول أن ينقلب الحال كلياً في الشوط الثاني في مشاهد متتالية تؤكد بالفعل أننا نعيش زمان الفرسان.

 

كلمات أخيرة

لا يمكن... هذا الهدف الذي سجله الرهيب إسماعيل الحمادي في الدقيقة 80 ، هذا الهدف الذي أعلن مشهد النهاية لتذهب البطولة الثالثة إلى خزينة الأهلي.

لا يمكن ... فالبطولة الثالثة تتحقق على التوالي في أصعب موسم يمر على الأهلي في تاريخه.

لا يمكن ... فالألقاب تتحقق هكذا بكل جدارة وبكل استحقاق، والمباريات تنقلب في الدقائق الأخيرة انقلاب الأقوياء.

** لا يمكن ... فالأهلي بهذه الانقلابات العميقة وقوة الدقائق الأخيرة، التي بدأت وهاجموها منذ الأسابيع السبعة الأولى، كان يكشف النقاب مبكراً، ولم يكتشف حقيقته إلا نخبة من أصحاب الفراسة، الذين قرأوا المشهد من زاوية «غمت» على من لا يستطيعون الرؤية إلا من تحت أقدامهم فقط !!

مبروووك ، وإذا سألوني عن الرابعة فماذا أجيب ؟!

Email