الاتجاه الخامس

تنظير الفشل... الوصفة السحرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

فتشت عن نظرية علمية أطبقها على حالة اتحاد الكرة لكي أعرف كيف يفكر الاتحاد وكيف يدير منظومة كرة القدم وعلى أي منهج وأي نظرية يعمل فلم أجد أدق أو أفضل من نظرية اللعبة GAME THEORY، وهي نظرية علمية تستخدم في الاقتصاد والعلوم السياسية وعلم النفس والمنطق والأحياء وضعت لدراسة استراتيجية اتخاذ القرار ودراسة النماذج لعملية صناعة القرار وتحديد الدوافع فيها لمعرفة أسباب النجاح والفشل وتحديد الدوافع الشخصية الذاتية وراء كل قرار.

وحين بدأت عملية التطبيق وجدت أمامي مشكلتين، الأولى تتعلق بالحقيقة والواقع، وهو ذو اتجاه واحد هو الصعود للأسفل، والثانية الكلام والتنظير الذي يتمتع به اتحاد الكرة دون أن يكون لهذا الكلام دلالة واقعية نفهمها أو نرى لها دليلاً، مسجلاً من البداية أن هناك اختلافات جذرية تفصل بين الناس مرجعها تباين القدرات والإمكانات سواء كانت فكرية أو ثقافية.

وتعالوا نراجع معاً اهم القرارات ولنبدأ بملفات النجاح والتميز والمكاسب والتطوير والتحديث حتى لا يتهمنا أحد بالتحيز ضد الاتحاد، مؤكداً بداية أن المقاصد والأغراض التي ستجري في ضوئها هذه التقديرات قائمة على الأهداف والأولويات.

ولنبدأ بالملف الأبرز الخاص منتخبنا الأول الذي لم يتأهل للمونديال رغم توفر كل الظروف والإمكانات والقدرات، إلا أن كل المراحل التي رافقت اعداده كانت خاطئة بداية من التأخر العجيب في التعاقد مع مدرب وهو ما مثل جريمة مكتملة الأركان، مروراً بالمكافآت التي يحصل عليها اللاعبون والإداريون، كل هذا أدى إلى الفشل الذي حدث ما عدا عنصر واحد كان مميزاً للحقيقة والمتمثل في التصريحات التي قيلت من نوع منتخبنا الرقم الصعب وانتهاء لشعار «معاً نستطيع» دون أن يعرف احد من المسؤولين بالاتحاد أي عوامل للاستطاعة، الملف الثاني ملف المنتخب الأولمبي الذي فشل على يد الاتحاد المباركة في التأهل من تصفيات العين.

لأن المنهج والفكر المطبق واحد، حيث تم إنهاء عقد المدرب المواطن وتم التعاقد مع مدرب كان يعمل طوال حياته مساعداً لكن أراد الاتحاد مشكوراً أن يطور أداء الرجل ويرقيه للمستقبل فاختاره مدرباً فخرجنا.

الملف الثالث، ملف منتخب تحت 16 سنة، الذي خرج من التصفيات الآسيوية لكن بطريقة أقوى، حيث تهاون الاتحاد في حقوق الفريق بسبب عدم معرفته لنظام التصفيات والأهم عدم معرفته مكان اقامتها فعاش الوهم والانتظار وحين تذكر ان التصفيات تقام في المكان الخاطئ تحرك وانسحب مضيعاً على هذا الجيل فرصة تأهل مضمونة.

هذا على صعيد أهم مهام الاتحاد وكلها باءت بالفشل الذريع إدارياً أو فنياً، أما في الملفات الداخلية فالفشل أكبر بداية من ملف الأندية المنسحبة والتي لم يجد الاتحاد وسيلة لإعادتها سوى الإغراء المالي.

أما ملف الدوري فتجري هذا الموسم بـ 12 فريقاً والموسم المقبل سيصبحون 14 فريقاً كيف وبأي وسيلة وهو أمر لا مثيل له في أي دوري في العالم ، وأخشى أن يعتبر الاتحاد هذا تميزاً.

والكثير من الأمور التي وصلت إلى مرحلة هي الأسوأ في تاريخ الكرة الإماراتية فلا رؤية للتطوير ولا منهج للتحسين ولا خطة للمستقبل ولا استراتيجية للتقدم فقط ضجيجاً بلاغياً تنظيرياً دون طحن واعتقد أننا لو أجرينا مزايدة عالمية للحصول على أفضل شركة في العالم للفشل لن تستطيع أن تقدم ربع ما قدمه هذا الاتحاد وإذا لم نتحرك لإنقاذ الكرة الإماراتية سينتهى الحال إلى الانتظار عقوداً كثيرة فما أفسده الاتحاد كثير.

Email