ماذا يعني اسم منطقة «جميرا» ؟ 1-2

ت + ت - الحجم الطبيعي

صورةٌ رائعةٌ تلك التي بقيت عالقة بين معرض صوري الخالدة، لكنها غابت حقيقتها عنا فلن تعود ثانية بعد تغيّر كل شيءٍ في منطقتنا الجميلة بكل تفاصليها "جميرا"، فقد تغير وجهها وتحولت إلى منطقة سياحية وتجارية بعد أن كانت فقط سكنا للأسر الكريمة التي تعيش فيها منذ زمن بعيد، ومكاناً مهماً لصيد سمك السردين الذي نسميه "العومة"، هذه الصورة لا أستطيع نسيانها فإني أشعر بوقوعها الآن بين عيني: البحر الساحر يعزف بلحن شرقيٍّ يجذب الناس من حوله، وسيفه العجيب أضع أصدافه على أذني لأسمع كلماته، والمطر يهطل رذاذاً بهدوء والشمس محتجبة خلف السحاب وهناك النخيل ترقص أغصانه فرحاً والأطفال في مرحٍ وصخبٍ يجرون من هنا وهناك.

عدتُ حينئذٍ لأجد والدتي في البيت وثيابي مبللة من المطر، وأحمل طيراً من طيور البحر نسميه (الحريشة) صدته بأدوات بدائية نصنعها بأنفسنا، فسألتها عن معنى "اسم جميرا" فقالت: وما علمي به ولكنهم يقولون إنّ رمالها حارةٌ جداً في الصيف كأنها الجمر ولهذا سمّاها أهلنا "جميرا"، فانتبهت جدتي ـ رحمها الله ـ لتفسيرها فقالت: يا بُني هذه الأسماء توارثها الناس قديماً فلا تُشغل بها، ونحن أيضاً لم نعش في زمانهم لنعرف سبب التسمية!. قلتُ لها: لا بدّ أن تخبريني، فقالت: يقولون إنّ رمالها من شدة البياض تسفر مساء كالقمر ولا يوجد مكان مثلها قريب يشبهها وبهذه العلامة يعرفها أهل البحر فسموها "جميرا".

وللمقالة بقية لنصل للاشتقاق الأقرب.

Email