كلنا أبناؤك

رئيس التحرير المسؤول

كلنا أبناؤك

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

تطلّ شمس هذا اليوم على وجوه الأمهات الطيبات في كل مكان، الأمهات اللواتي يصنعن الحياة، وما من بيت إلا والأم فيه، رحمته وبركته وأساسه، فهي عماد البيت، والعائلة، والوطن.

هي أيضاً لها في قلوبنا مكانة كبيرة، مكانة بفعل الشعور الإنساني الطبيعي وما يحض عليه الدين من تقدير، إضافة إلى ما لهذه الأم من دور في التربية وتأسيس الأجيال، وبكل هذا العطاء الذي لا حدّ له ولا حدود، هن الأكثر كرماً في حياتنا.

هذا عن أمهاتنا، فما بالنا بأمهات الشهداء صانعات الحياة حقاً؛ لأنهن بما ربين وقدمن لهذه البلاد، إنما قدمن أغلى ما لديهن في هذه الدنيا ولم يبخلن لأجل بلادهن، فما أكرم الأمهات اللواتي يصنعن رجالاً شجعاناً يقفون في وجه الظلم، ويقطعون كل يد غادرة تفكر لوهلة واحدة في أن تمتد بسوء إلى هذا الوطن المبارك المصان بقيادتنا وشعبنا، ورجالنا الساهرين على حمايته في المؤسستين العسكرية والأمنية.

ما من تكريم مثل تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في تغريدته التي وشّحها بأجمل الخلاصات حين قال لأم الشهيد في يوم الأم: «لنا الشرف أن نكون جميعاً أبناءك المخلصين»، تعبيرات تلامس القلب، وتترك أثراً رائعاً دفاقاً.

هذا تكريم مؤثر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بكل ما يعنيه سموه، وهو تأكيد أن أمهات الشهداء أمهاتنا جميعاً، وأن كل إنسان في الإمارات، ابن لهذه الأم بما يعنيه التعبير من إحساس وتضامن وتقدير لما قدمته، فالتعبير ليس مجازياً بقدر كونه واقعاً وحقيقة.

إنهن يصنعن الحياة حقاً، لأن رجال المؤسستين العسكرية والأمنية يقفون في وجه كل خطر، يبذلون دمهم وأرواحهم لأجل الإمارات، وحين يقدمون التضحيات فهم يمنحون الحياة لغيرهم، ولولا الشجاعة المكتسبة من تربية الأمهات، والمروءة والإقدام التي غرست عبر تربية الأمهات، لما كنا أمام هذه الحكايات الممهورة بالبطولات المشهودة.

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدته: «ونحن نحتفي بالأم، يزداد فخرنا واعتزازنا بأم الشهيد، معلمة الرجال، وصانعة الأبطال، وملهمة الأجيال، فمواقفها ستظل تطوّق أعناقنا، نستمد منها القيم الوطنية الأصيلة، لنغرسها في أجيالنا المقبلة».

والذي يقرأ التغريدة يدرك أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتحدث عن أكثر من صورة للأمهات، ولأم الشهيد، فهي التي تقدم البطل دفاعاً عن الحياة، مثلما تربي الأجيال المختلفة لتعمل في كل القطاعات من أجل نهضة الإمارات، وهي أيضاً الملهمة الإنسانية التي تحض كل واحد فينا على الإبداع والنجاح والتطور.

في يوم الأم، نقبّل جبين كل أم ونتمنى للأمهات يوماً سعيداً، مقرين أن الأم في بلادنا أكبر بكثير من يوم واحد، نحتفل فيه بعيدها، فهي حاضرة فينا كل يوم، وكما هي الأعوام والأيام كلها لها فإن دعواتنا أيضاً، لكل الأمهات بالخير لا تنقطع، وفي المقدمة أمهات الشهداء، إذ نحيي كل واحدة فيهن، ونقول لها إنك أم لكل واحد وواحدة فينا.

Email