كلمة الـ «البيان»

أيام في لندن

رئيس التحرير المسؤول

أيام في لندن

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

فرصة رائعة، كانت لي ولعدد من الزملاء، أن نلتقي بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في لندن، عبر عدد من اللقاءات المفعمة بالحكمة والإيجابية، حيث استمعت إلى خلاصات قيمة من سموه عن الإمارات والعالم، عن الأخلاق والدين، عن نبذ الإرهاب والتطرف، وهي لقاءات اتسمت بالبساطة، وتدفق صادق للكلمات من القلب إلى كل واحد فينا.

وشهدت لندن إشهار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، كتابه «سيرة مدينة» وهو الكتاب الذي يحكي قصة الإنجليز في هذه المنطقة، ويُمهّد لكتاب آخر بعنوان «الشارقة بين الحماية والاستعمار» وفيه سيروي سموه مراحل توثيقية مهمة عن هذه المنطقة، وتاريخ دولة الإمارات والنفوذ الإنجليزي، متطرقاً سموه إلى أسرار وظروف ومراحل مرت، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، موسوعة مشهودة في جمع ورصد التاريخ، بل سموه قامة قومية عربية، لها قيمتها وأهميتها بين المثقفين والمفكرين العرب.

صاحب السمو حاكم الشارقة أكد أمام البريطانيين، وفي لقائه مع رؤساء تحرير الصحف أن الدين للجميع، وأن الأخلاق ضرورة وحض على الترفع عن العنصرية والفرقة، وأعاد التذكير بالأخلاق الإسلامية وضرورة استردادها في العالمين العربي والإسلامي، معتبراً أن الخلل في الأساس هو في المنظومة الأخلاقية، وأن هذا «الوحل» وفقاً لتعبيره، لا بد من الخروج منه بكل الوسائل، وأن البعد الأخلاقي وصيانته هما مدخل أيضاً لمواجهة الإرهاب الذي يتناقض مع الأخلاق وصون الحياة الإنسانية.

لمست في لندن ذات الانطباعات التي نسمعها في كل مكان عن شخصية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، الشخصية الإنسانية ذات السمات الراقية، المثقف الكبير الذي يدعم الثقافة بكل أشكالها في كل مكان، الأب للتراث الإماراتي الأصيل، ومحب المسرح، الحاكم الطيب والعادل بروحه المستنيرة، والقادر أيضاً على توثيق تاريخ هذه المنطقة، وإطلاق المبادرات لتعزيز الهوية الوطنية للإمارات.

إن كل من يقترب من شخصية صاحب السمو حاكم الشارقة، يشعر بتلك العاطفة الإنسانية، التي تغمر من أمامه، شخصية تترك كلماتها أثراً عظيماً لأنها تُكثّف المشهد والخلاصات، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، وهكذا شخصية لها بصمتها في السياسة والثقافة والحياة، ليست إلا شخصية استثنائية، وما دليل ذلك، إلا كل مساهماته التي نراها ونعرفها، والتي تهدف إلى أن يكون يومه كحاكم وإنسان يوماً مختلفاً، يترك أثراً على الأجيال الحالية والمستقبلية، ويكون يوماً ذا أثر أيضاً على بنية الحياة.

Email