أنطونيو العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تملك إلا أن تتألم بمرارة وأنت تقرأ تقرير «التنمية الإنسانية العربية للعام 2016». ففي ظل هذه الكوميديا السوداء التي يعيشها العرب ليس ثمة ما يدعوك لتضحك من قلبك، فالعالم كله يضحك عليك وأنت في هذا السيرك الدولي إما الضحية التي يقتلها الأسد أو البهلوان الذي يُضحك الناس وهو يبكي.

تحضرني قصة ذاك البهلوان في سيرك مدينة إيطالية حيث ذهب آخر الليل الى صيدلية قرب بيته. سأل الصيدلاني: هل لديك حبوب للاكتئاب؟ أجابه: نعم لكن لا انصحك بها. قال البهلوان: لماذا ؟ اجابه: اولا لها مضاعفات جانبية سيئة. ثانياً، اذا اعتدت عليها تدمنها ولا تعود تستغني عنها. قال: وما العمل ؟ اجابه: انصحك ان تذهب الى سيرك انطونيو لتضحك. قال البهلوان: أنا انطونيو يا سيدي!.

يتناول التقرير بعنوان «: الشباب وآفاق التنمية واقع متغير» بالدراسة التحديات والفرص التي تواجه الشباب في المنطقة العربية، وخاصة منذ عام 2011، ويسعى لتقديم لمحة عامة عن الشباب في المنطقة، ولتحفيز نقاش جاد يشارك فيه الشباب أنفسهم مع أهم الأطراف الأخرى في المجتمع حول حول مستقبل التنمية بالنظر إلى وضع الشباب ودورهم باعتبارهم قضية محورية في هذا الوقت بالذات.

ينطلق التقرير من حقيقة أن جيل الشباب الحالي يمثل أكبر كتلة شبابيّة تشهدها المنطقة العربية على مدى السنوات الخمسين الماضية، إذ يشكل ما نسبته 30 في المئة من سكّانها الذين يبلغ عددُهم 370 مليونَ نسمة. وينبِّه التقرير إلى أن البلدان العربية تستطيع تحقيقَ طفرة حقيقية ومكاسب كبيرة في مجالي التنمية، وتعزيزَ الاستقرار.

وتأمينَ هذه المكاسب على نحوٍ مستدام إذا تبنَّت سياساتٍ تُعطي الشبابَ حصةً يستحقونها في تشكيل مجتمعاتِهم وتَجعلهم محطَّ الاهتمام - سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا.

كما يدعو التقرير دول المنطقة إلى الاستثمار في شبابها وتمكينهم من الانخراط في عمليات التنمية، كأولوية حاسمة وملحة في حد ذاتها وكشرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة. وتكتسب هذه الدعوة أهمية خاصة اليوم إذ تضع معظم الدول العربية خططها الوطنية لتنفيذ رؤى للتنمية المستدامة للسنوات العشرين او الثلاثين القادمة.

يدعو التقرير أيضاً إلى تبني نموذجِ تنميةٍ ذي تَوجُّهٍ شبابي، يُركِّز في آن واحد على بناء قدرات الشباب وتوسيعِ الفرص المتاحةِ لهم، ويعتبر أن تحقيقَ السلام والأمن على الصعيدَين الوطنيِّ والإقليمي شرطًا أساسيًّا لمستقبلٍ جدير بالشباب.

قبل ان تبني بيتك تقدر اولاً كم تملك؟ وحين تخطط تضع ارقاماً معقولة قبل ان تصاب بجنون خطأ الحسابات. ولتنفيذ التنمية الاقتصادية يجدر بك ان تنظر ما هو واقع اقتصادك. ما هو وضع الاقتصاد العربي الآن؟.

رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب حمدي الطباع يرى وضع الاقتصاد العربي غير مبشر في ظل استمرار حالة القلق السياسي والامني التي تمر على العديد من البلاد العربية منذ اكثر من نصف عقد. وقدر خسائر الدول العربية التي شهدت وما زالت تشهد احداث عنف ونزاعات واضطرابات بنحو 245 مليار دولار سنويا وبإجمالي 1225 مليار دولار خلال السنوات الخمس الاخيرة.

وجاءت هذه الارقام بحسب تقرير لبنك (اتش اس بي سي) العالمي الذي قدر خسائر الدول التي شهدت أحداث عنف ونزاعات وإضرابات (سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر وتونس ولبنان) بنحو 35 بالمئة من ناتجها المحلي السنوي.

وقال الطباع ان استمرار الأحداث السياسية المؤسفة وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي بعدد من الدول العربية، وما تتعرض له البنية التحتية فيها من دمار وتأثر بلدان مجاورة وغير مجاورة بما يجري يجعل من آفاق التعافي الاقتصادي العربي على الأمد القصير غير مواتية.

واكد ان هذا الوضع غير المستقر انعكس على مختلف المؤشرات الاقتصادية العربية خلال العام الماضي بالاضافة الى الانخفاض المفاجئ والمتواصل لأسعار النفط ما جعل أداء الاقتصاد العربي دون التوقعات حيث كانت معدلات النمو الاقتصادي في البلدان العربية بالمتوسط خلال العام 2015 أقل مما كانت عليه خلال عامي 2013 و2014.

تلك لغة الارقام والارقام صمّاء. فكيف نتحدث بلغة القتلى والجرحى والمسنين والارامل والاطفال المشردين في المخيمات؟ كيف حين نرى على الفضائيات مآسي تبكي الحجر لاطفال تشققت ايديهم من برد الشتاء وامهات فقدن القدرة على ارضاع اطفالهن، وخياماً تلد خياماً؟!

ماذا حين يتسلم رئاسة أقوى دولة في العالم رجل لا يعرف إلا لغة الأرقام ويتلذذ من اختاره وزيراً للدفاع بمشاهد القتل والدمار؟؟.

 

Email