خليج الحكمة والفداء

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتدنا الحكمة، تشربناها وتطبعنا بطبائعها، فأزالت عن قلوبنا الغل، وحمتنا من الغرور، ومكنتنا من مواجهة تقلبات الزمان.

لا تهزنا جعجعة، ولا ننجر خلف الانفعالات، ولا نخوض في الوحل، ولا نتبع الأهواء.

فنحن بلاد الحكماء، العقلاء، الرجال الذين يقدرون الآخرين، فيحفظون حق الأخ والجار، ولا يطمعون في ما ليس من حقهم، ولا يؤذون غيرهم، ولا يكابرون أو يتكبرون.

أيادينا مبسوطة، تفصح عن أفعالها، وهي ممدودة، تعلن عن نواياها، لا نعمل في الخفاء، ولا نطعن في الظهر، ولا نخون عهداً، ولا نخالف وعداً.

تراث ورثناه، خلفه لنا الآباء والأجداد، في هذه البقعة من بقاع الأرض يزرع الأمل، ولا يخيب الرجاء، في الخليج بناء، وفي الخليج عطاء، وفي الخليج ما هو أهم من كل ذلك، ما لم يتعلمه منا الآخرون، رغم كل الدروس التي لقناهم إياها عبر التاريخ، في الخليج فداء، وأي فداء.

على هذه الشواطئ تكسرت أحلام وأوهام الطامعين، كل شواطئ الخليج شهدت ملاحم، ومازالت سفن البغي والعدوان مرتعاً للأسماك في قاع الخليج.

نحن لسنا طلاب حروب، ولسنا صناع عداوات، ولسنا من حملة معاول الهدم، والمؤكد والثابت بأننا لسنا من الذين يهابون، ولسنا من الذين يرتعشون، إذا حانت لحظة الحقيقة بانت معادننا، وطالت سيوفنا.

زراع الفتنة لا مكان لهم في خليجنا، وتهديدات السفهاء لا نلتفت إليها، وحدة صفنا كفيلة بكل الذين تسول لهم نفوسهم العبث معنا، من الكويت شمالاً وحتى عُمان جنوباً، أرضنا واحدة، ويدنا واحدة، ما يهدد السعودية يهدد الإمارات، وما يطال البحرين يطال قطر والكويت، والعقل نعمة، نقولها لملالي إيران وأتباعهم، لمرتكب المجازر ضد الإنسانية، ذلك المسمى بسليماني، أو لسيد حزب الشقاق الطائفي في لبنان، وننصحهم أن يتوقفوا عن التحريض والتهديد والوعيد ضد أية دولة من دول الخليج، فهذه الأرض ممنوعة عليهم، وإن لم يتأكدوا فليعودا إلى ذكريات أيام لم تنسها سجلات الزمان.

Email