في الربيع.. تساقطت أوراق الوطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم، عندما أرى واحداً من أولئك الذين تحدثت عنهم بالأمس، أضرب كفاً بكف، بل أزيد على ذلك، بأن الزمان غيّر الحال إلى أحوال وأهوال في بلاد كانت آمنة مستقرة.

الوطنيون باعوا مبادئهم، تنصلوا منها، وتخلوا عن الذين ساندوهم ووقفوا معهم، فقد أصبحوا نجوماً في المحافل الدولية، هناك حيث «الهبات»، تحت مسميات «رنانة»، توصلها إلى الجيوب الفارغة، تحت سمع وبصر الضمائر المجمدة!!.

وقبل أن أستطرد في الكلام، سأوضح نقطة هامة، وهى أنني أتحدث عن البعض، وليس الكل، فقط، حتى لا يفهم ما أكتبه خطأ، وإن كان البعض في بعض دول الربيع، يمثل أغلبية، فالشرفاء ما زالوا يدافعون عن أوطانهم، كل في مجاله، وما زالوا متمسكين بالمبادئ التي تشربوها من حبهم لتلك الأوطان.

وأقول لكم، عندما تعايش ذلك التحول، وتشاهد تبدل المصطلحات و«اليافطات» والرايات التي ترفع، والدفاع المستميت عن اتجاه كانوا يقاومونه ويرفضونه قبل بضع سنين، عند ذلك، لا بد أن تتساءل عن الذي حدث، وأي فكر أو ثقافة تربي عليها هؤلاء، وكيف برروا لأنفسهم الانتقال من مربع إلى مربع مضاد، دون خجل أو تقدير لمن وقفوا معهم ذات يوم وساندوهم؟!!

والإجابات لا تتأخر كثيراً، فهؤلاء زاغت أبصارهم، وذهبت عقولهم، وأخرجت النفوس الأمارة بالسوء كل عصاراتها، وهم يرون تدفق الأوراق الخضراء وتطايرها حولهم، من المانحين المدمرين للوحدة الوطنية في كل دولة على حدة، وهم أصحاب أهداف سياسية مخفية، أو أطماع حزبية تنظيمية، أو تطلعات مذهبية عقائدية، وكل هؤلاء وجدوا، وبكثافة، في دول الربيع، وأولئك الذين أغرتهم الدولارات، لم يعد لديهم غير مبدأ واحد، وهو «أن كل من سيضيع هذه الفرصة، لن يغتني بعدها»!!

وأمام الإغراءات، تساقطت أوراق الوطنية في الربيع!!

Email