أقول لكم

صناعة الفوضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

إحداث الفوضى والإرباك هي سياسة «الطامعون الجدد»، فامتنا كانت ولاتزال مطمعاً للأمم الأخرى، خاصة عندما يقفز إلى سدة حكم تلك الدول المعجبون بأنفسهم، أولئك الذين يريدون أن يدخلوا التاريخ، فمن الشرق، من بلاد العرب، كانت ولاتزال الأساطير تنسج، والأحلام تراود من «عشش» الغرور في أفئدتهم.

إيران اليوم هي الطامع الأكبر، وهى اللاعب الأكبر، وهى التي تمسك بخيوط الفوضى في المنطقة كلها، تصرف المليارات، وتتطلع في نهاية الأمر إلى استرجاعها مضاعفة، تريد الهيمنة، وتريد نهب الثروات، عبر توسيع دائرة النفوذ، وبث الفرقة داخل المجتمعات الآمنة المستقرة، وخلاياها جاهزة، ضعاف النفوس في كل مكان، تغريهم بضعة دراهم، يجوع الشعب الإيراني، ويطعم العميل الخائن حتى تنتفخ ذات الحالمين الواهمين.

فوضى العراق خلفها إيران، دمار سوريا خلفه إيران، اغتيالات اليمن تخطط لها إيران، شبكات الإرهاب في السعودية تقف وراءها إيران، داعش والقاعدة ليسوا سوى أتباع بن لادن الذين اختبؤوا في إيران أكثر من عشر سنوات، هم ليسوا نبتاً شيطانياً، لم تنتجهم رمال الصحارى في العراق وسوريا، بل مكنهم المالكي في الموصل والرمادي والأنبار، وفتح لهم نصر الله الطرق في أرض الشام، المشردون المضطهدون لا يشكلون جيوشاً، ولا ينقلون معدات ثقيلة عبر الدول، هذه أعمال أجهزة منظمة، أذرعها ممتدة، وخططها جاهزة، تعرف أهدافها، وتعمل في الخفاء على تنفيذ أجنداتها.

مشكلتنا أننا نعرف كل ذلك، فالدور الإيراني في إحداث الفوضى والإرباك المجتمعي واضح، وتهريب السلاح وتمويل المرتزقة ليس سراً، ومع ذلك لازال بيننا من يقول إن إيران ليست معادية لنا، ولا تشكل خطراً علينا، يصدق إنها تحارب داعش والتطرف، ويبرر أفعالها، والحمد لله أننا لسنا منهم، دول الخليج لم تفقد وعيها وتركيزها وتقديرها للأمور، ولم تسمح لربيع الدمار أن يؤثر فيها، أو يهز قناعاتها، وهذا ما ثبت البقية الباقية من الدول العربية وجعلها تنتبه لدور إيران وأطماع قادتها.

 

 

Email