الفضول القاتل

على الرغم من الحملات التوعوية التي تطلقها شرطة دبي لتحصين الجمهور ضد فكرة التوقف أو استطلاع ما يحدث في مواقع الحوادث على الطرقات بدافع الفضول، إلا أن البعض مازال يصر على هذه التصرفات التي تنم عن جهل، لمجرد إرضاء الفضول الذي قد يكون قاتلاً لصاحبه في بعض الأحيان.

وهو ما حدث فعلاً عندما توفي شاب مواطن قبل أسبوعين نتيجة عدم انتباهه إلى الطريق أثناء قيادة السيارة، واستطلاع ما يحدث على الطرف الثاني من الطريق، ما أدى إلى انحراف السيارة وانقلابها ووفاة الشاب.

ولعل الأمر يتكرر يومياً من عدد ليس بقليل من مستخدمي الطريق الذين يتسببون في ازدحام ووقوع حوادث لأسباب تافهة، كما أن إبطاء سرعة المركبة أو التوقف بالقرب من الحادث قد يسهمان في مزيد من الشلل في الحركة المرورية.

القيادة المثالية والالتزام بالقانون لا يعنيان تخفيف السرعات فقط ووضع حزام الأمان، بل يشملان ثقافة مرورية ومسؤولية تجاه الآخرين وتجاه الطريق، وماذا سيستفيد الشخص الذي يرى حادث اصطدام بين سيارتين على الطريق!، إنها نظرة عابرة ولكنها مؤذية على المدى البعيد للآخرين.