زيارة الرئيس

ت + ت - الحجم الطبيعي

لاقت زيارة المشير عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر الشقيقة لدولة الإمارات حفاوة بالغة من قيادتنا الحكيمة، وتفاعلاً كبيراً في أوساط المجتمع الإماراتي الذي عبّر من خلال شبكات التواصل الاجتماعي بالكلمات والعبارات الجميلة عن بالغ ترحيبه وعميق حفاوته بهذه الزيارة..

وهذا وإن كان من جهةٍ نابعاً من طبيعة وخُلق المجتمع الإماراتي في الترحيب بإخوانه وضيوفه وزائريه، ومن العلاقة الأخوية الوطيدة التي تربط دولة الإمارات بمصر الشقيقة، فهي من جهةٍ أخرى تعبِّر عما وُفِّق إليه المشير السيسي من الصفات الإيجابية التي جعلته شخصيَّة تحظى بمحبة وتقدير المصريين والعرب.

فقد أثبت الواقع أن المشير السيسي كان سبباً لاستقرار وأمان مصر، بعد أن لعبت بها الأيادي العابثة، وكادت أن تعصف بها العواصف الهوجاء، فأخرجها بفضل الله تعالى من النفق المظلم، وعبر بها إلى برِّ الأمان، وسهر على أمنها وسلامتها في أحلك الظروف، وأفشل المخططات الطائشة التي كانت تستهدفها، حتى وصل بها إلى محيط الاستقرار..

ففي الوقت الذي كان يسعى فيه المخرِّبون إلى الهدم والفوضى وإشعال فتيل الفتن والصراع الداخلي كان المشير السيسي يسعى حثيثاً بحكمته وبعد نظره إلى رسم خارطةِ طريقٍ للسلام والوئام والبناء، فلم تُثنه الأوضاع والظروف عن تحقيق الآمال الكبيرة المنشودة، ولم يفتَّ في عضده حجم التحديات التي كانت تنتظره، بل كانت عزيمته ماضية لا تكلُّ ولا تلين رغم المصاعب الكثيرة التي واجهته..

وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على معدنٍ إنسانيٍّ فريدٍ وحسٍّ وطنيٍّ رفيع يملك رؤية قيادية واعية وحكيمة ومحنكة، فكلنا لمس فيه أثناء الفتن التي كادت أن تطيح بمصر الشجاعة والعزيمة والصبر وقوة الشخصية وبعد النظر ومحبة الخير للناس وحسن اتخاذ القرارات المصيرية التي أعادت التوازن، وصحَّحت المسار، وأرجعت الأمل إلى الشعب المصري..

وأنعشت طموحه لبناء مستقبل أفضل ومأمون.بل أعاد الرئيس بمساعيه الحثيثة لمصر هيبتها ومكانتها، وأعاد بحسن سياسته بناء جسور التواصل والتعاون وتطوير علاقات مصر مع مختلف دول العالم وخاصة مع دول الخليج، وقام بخبرته وحزمه بالتصدي للإرهاب والتطرف وتضييق الخناق حول هذه الظاهرة الخطيرة، وسعى بجدية لوضع وتنفيذ الخطط والبرامج والرؤى الشاملة من أجل النهوض بالاقتصاد المصري، وتحسين الدخل القومي للمصريين.

كلنا ندرك أن الوطن العربي سيما في هذه الفترة أحوج ما يكون إلى التضامن والتكاتف والاصطفاف، وإلى تدعيم الروابط المشتركة وتغليب المصالح العليا والوقوف صفاً واحداً أمام الأخطار والمهددات، ولقد كان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مؤسس دولة الإمارات يؤكد هذه المعاني الأصيلة غاية التأكيد في مناسبات عدة..

فكان يقول رحمه الله: «إننا نفرح ونسر كلما سمعنا أنباء تآزر الأشقاء العرب، بل إن هذا التلاقي والتعاون هو أمنيتنا الكبرى»، وكان يقول رحمه الله أيضاً: «يعلم الله أن وحدة هذه الأمة والرغبة في عودة تضامنها همي الذي يشغل بالي ويقضُّ مضجعي، وأحرص على العمل المخلص لإزالة أسباب هذا الخلاف من ساحتنا العربية، ليعود لأمتنا ما نرجوه ونبتغيه من مجدها وقوتها»..

كما كان، رحمه الله، يخصُّ مصر الشقيقة بالذكر والثناء ويوصي بها خيراً، فهو القائل: «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر»، وهو القائل أيضاً: «لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود بدون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغني عن الأمة العربية». نسأل المولى القدير أن يمنَّ على مصر الشقيقة بالتوفيق والنجاح والتطور والازدهار، وأن يوفق رئيسها المشير السيسي لحسن القيادة والريادة وتحقيق الخير والرخاء والنماء.

 

* مدير عام مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه رئيس مركز جلفار للدراسات والبحوث

Email