مبارك الدويلة والأكاذيب المشينة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شنَّ مبارك الدويلة العضو السابق في مجلس الأمة في دولة الكويت الشقيقة هجمة حاقدة ضد دولة الإمارات وقيادتها، برمي اتهامات باطلة، واختلاق أكاذيب ساقطة، رفضها العقلاء، واستنكرها الشرفاء، كشفت عن مزيد من مظاهر الحقد الأسود لتنظيم الإخوان المسلمين تجاه قيادات دول الخليج، وأكَّدت أنَّ هذه الفئة لا تتوانى عن توجيه الإساءة والتحريض والكذب على عباد الله والإيغال والاستمرار في طريق الحزبية المظلمة لتحقيق أهدافها ومصالحها.

وليس بمستغرب صدور الإساءات والبذاءات من الدويلة المعروف بتعصبه للإخوان المسلمين، حيث نجده يصرِّح في إحدى مقالاته بأن الإخوان المسلمين هم أمل الأمة.

ويصف في مقال ثان سيد قطب - داعية الإرهاب والتطرف في هذا العصر – بأنه خير من أنجبته أرحام نساء مصر، ويصف في مقال ثالث حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين بالإمام المجدد العظيم الذي أوجد منهجاً لا يكرهه إلا كلُّ مبغض لله ورسوله، فماذا يُتوقَّع من مثل هذا الرجل الذي بلغ به التعصب هذا المبلغ لدرجة أنه يعتبر كل من يقف ضد منهج الإخوان المسلمين بأنه مبغض لله ورسوله؟

لقد تضمن كلام مبارك الدويلة الذي تهجم فيه على دولة الإمارات وقيادتها أكاذيب عديدة يترفع عنها الشرفاء، ويتنزه عنها من يملكون ذرة من الحياء، ومن هذه الأكاذيب: زعمه أن سمو الشيخ محمد بن زايد ،حفظه الله، له موقف خاص ضد التنظيم الإخواني تفرد به عن الجميع، وهذا كذب صريح، فدولة الإمارات كلها بقيادتها وشعبها ضد الأفكار الدخيلة والأجندات الخارجية وكل ما يهدد أمنها واستقرارها..

وقد قرأنا جميعاً سابقاً أثناء محاكمة التنظيم السري تصريحات عديدة من أصحاب السمو حكام الإمارات وأولياء عهودهم، مثل تصريحات حكام الشارقة والفجيرة ورأس الخيمة، الذين أشادوا جميعاً بالإجراءات التي اتُّخذت ضد التنظيم السري، وأكدوا أن من يحاول العبث بهذا البلد سينال عقابه، وكانت تصريحات صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في الإذاعة والصحف تؤكد ذلك مرَّةً بعد مرة..

فقد حذر سموه من الأجندات الخارجية، وأكد أن الإجراء الذي اتُّخذ ضد التنظيم السري هو علاجٌ للشخص المخطئ ليكون عضوًا صالحًا في المجتمع، كما رأى كلُّ متابعٍ تفاعل مجتمع الإمارات برجاله ونسائه وصغاره وكباره في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها في دعم القضاء الإماراتي النزيه الذي أدان التنظيم السري بالأدلة الدامغة.

ومن أكاذيب مبارك الدويلة أيضا: ادعاؤه أن التنظيم السري في الإمارات أدين بسبب تقديمه عريضة إصلاحية على حد زعمه، والواقع خلاف ذلك تماماً، فقد أدين التنظيم السري على خلفية محاولته زعزعة الاستقرار وتخطيطه للانقلاب والاستيلاء على الحكم، وهي أسباب معلومة يعرفها كل متابع، وقد نُشرت في وقتها في مختلف الصحف المحلية والخارجية،..

ولكن الدويلة يخفي الحقائق ويختلق الأكاذيب لمجرد الدفاع عن التنظيم السري، والعجب أيضا تلك المدائح التي كالها للمدانين في التنظيم، مع أن كثيراً منهم جاهروا بإساءات علنية بالغة على رؤوس الأشهاد في مواقع التواصل الاجتماعي ضد دولة الإمارات وقيادتها وأجهزتها ومؤسساتها..

ولكن الدويلة يغضُّ طرفه عن هذا كله، بل ويعتدي اعتداءً سافرًا على القضاء الإماراتي الذي أدان التنظيم السري بالأدلة والبراهين والتي كانت منها مقاطع صوتية وشهادة شهود واعترافات بعد جلسات معروفة نُشر كثير من وقائعها في الصحف.

ولم تقف أكاذيب مبارك الدويلة عند هذا الحد، بل تعدَّت إلى اتهام دولة الإمارات بمحاربة الإسلام السني، وهذا كذب مشين يخالف الواقع الذي يفضح الدويلة ويشهد بأن دولة الإمارات تدعم الخطاب الديني المعتدل منذ يومها الأول، وتجعل لأحكام الشريعة الصدارة، وتولي المشاريع القرآنية والبرامج الدينية النافعة العناية، وترعى حملة العلم الشرعي من خطباء ووعاظ وغيرهم..

وتذلل الصعاب لهم لنشر العلم النافع والثقافة الوسطية في المجتمع، كما أن مواقفها في نصرة الإسلام ودعم قضايا المسلمين في مختلف المحافل والميادين معروفة لا ينكرها إلا جاحد، وغير ذلك من الأمور التي تؤكد لكلِّ عاقلٍ أن دولة الإمارات تدعم الإسلام الصحيح القائم على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام وما عليه العلماء الأعلام، وتحارب الإرهاب والتطرف والعنف الذي لا يمت إلى الدين الحنيف بصلة..

ولكن من الواضح أن مبارك الدويلة يجعل الإسلام السني مصطلحاً مقصوراً على تنظيم الإخوان المسلمين، فكل من ينتقد الإخوان فهو عنده محارب للإسلام السني، وهذا ليس بغريب، فقد صرَّح من قبل بأن كل من يرفض منهج الإخوان المسلمين فهو مبغض لله ورسوله.

وأخيراً فإنَّ هذا الطرح المسيء لمبارك الدويلة يسلط الضوء على سياسة الإخوان المسلمين في التفريق والشقاق، ومساعيهم لزرع الفتنة بين دول الخليج، ولا نستغرب مثل هذا من مبارك الدويلة الذي يقول بصريح العبارة في إحدى مقالاته: «أنا لست من المتحمسين إلى الوحدة الخليجية».

 

Email