لنتحدث عن شؤوننا قليلاً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

مضى زمن طويل لم يتحدث فيه الكتّاب والصحفيون عن شؤون مجتمعهم، عن أمورهم الداخلية، عن التعليم والصحة والضمان الاجتماعي والشباب، انشغلوا مع العالم بثورات الفوضى العربية، وبتنظيمات الإرهاب والقتل المذهبي والعقائدي.

انشغل العالم كله عن نفسه، وصار الكل يحسب كم صار سعر برميل النفط اليوم، والى أين وصل نفوذ «داعش»، وكم بقي من أرض سوريا لم يطله الخراب؟ وكم جندياً مصرياً قُتل في سيناء و و و، انغمس الكل في الدوران حول أنفسهم في دائرة مغلقة، ثم ماذا كانت النتيجة؟

بعض المجتمعات دخلت منطقة الجليد السياسي، فلا تنمية، ولا مشاريع ولا حتى حكومة، بعضها يمضي قدماً كمن ينتحر، فلا مجال للتراجع بينما المضي إلى الأمام محفوف بمخاطر مميتة، أما بعض العرب فإنهم ينامون على انفجارات ويصبحون يعدّون قتلاهم، ويدفنون أطفالهم على استعجال حتى لا تباغتهم قذيفة، والبعض صامت يتفرج، لأنه ما باليد حيلة، يقول لنفسه: انتهى زمن الفعل، نحن على ذمة الابتلاء وبرهن إشارة القدر.

في دول الخليج هناك نقطة ضوء كبيرة، هنا دول وأنظمة استطاعت أن تحمي أمنها وتحفظ منجزاتها في مواجهة مخططات الفوضى، لكن هذه الدول لا تخلو من تحديات في داخلها. إن المثل الذي يقول: «وحدهم الذين لا يعملون لا يخطئون» صائب جداً، فالذين يخططون ويعملون باستمرار ويقدمون نموذجاً في الحراك والديناميكية الاجتماعية لا شك سيخطئون ويتعثرون، وسينهضون ويتعلمون من أخطائهم، وسيحتاج الأمر منهم إلى وقفة مراجعة.

إن النقاش المجتمعي الواسع الذي أثارته نتائج امتحانات الطلاب ومستويات التعليم عندنا، والذي تم تداوله على نطاق كبير من خلال شبكات التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، دليل على هذه الديناميكية، فذلك التفاعل إيجابي وليس سلبياً كما اعتقد البعض، فوحدهم المنتمون إلى المجتمع والحريصون عليه يمتلكون ذلك الحس بالتفاعل الحريص، والشعور الجمعي بالمسؤولية.

هناك إحساس كبير بالامتنان لدى كل مواطن على هذه الأرض الطيبة لكل ما يحظى به من خير ورفاه وكرامة، لكن ذلك لا يمنع من وجود أخطاء وهفوات تحتاج باستمرار إلى اليقظة والمتابعة والنقد، حتى نحافظ على كل ما بين أيدينا.

Email