الأوضاع في العراق وسوريا تفرض تحديات جديدة على جهود واشنطن العسكرية

ملامح مختلفة في الاستراتيجية الأميركية الجديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

آن الأوان لوضع استراتيجية جديدة في العراق وسوريا، وتم التوصل إلى هذه الخطوة بدءا من الاعتراف بأن الحدود القديمة قد ولت، وأنه لن يتم تشكيل عراق أو سوريا على النسق القديم مرة أخرى، وأن خريطة سايكس بيكو أصبحت في عداد المنتهية.

وقد لا ترغب الولايات المتحدة بإعلان هذه السياسة بشكل رسمي، إلا أنها بالنتيجة تتعارض والمبدأ القائل إن الحدود الاستعمارية ينبغي أن تظل هي ذاتها ،والبديل هو الأسوأ بشكل شامل، وعلى الرغم من ذلك ففي بلاد ما بين النهرين تعد البلقنة الحل البديل.

تغيير المركزية القيادية

ولأن الأمر حدث بالفعل فلن يتم التراجع عنه، ففي العراق على سبيل المثال نحصد الكارثة تلو الأخرى ،من خلال التظاهر بأن حكومة بغداد المقسمة طائفيا بشكل كبير والتي تدين بالولاء لإيران، يجب أن تكون مركز سياستنا ومصب جميع مساعداتنا العسكرية.

أنظروا إلى الفلوجة والموصل والرمادي، فالجيش العراقي بوضعه الراهن يعد مهزلة، فهو يرى الأعداء فيبادر إلى الهرب ،تاركا أسلحته في الميدان.

ما العمل إذن؟ إعادة توجيه جهودنا بعمق إلى القوات الصديقة الراغبة في القتال بشدة، وذلك بدءا من الأكراد الراغبين بالقتال والذين يمتلكون المهارة وأثبتوا نجاحهم في ذلك، ففي هذا العام وحده استردوا أكثر من 500 بلدة مسيحية وكردية من تنظيم «داعش»، وعلى عكس الجيش العراقي فإنهم متعطشون للأسلحة ، وعلى نحو سخيف لانزال نرسل الأسلحة إلى بغداد رغم أن قواتها لا تأتي إلا بنتائج قليلة.

وأخرج الجيش الحر الموجود على الجهة الجنوبية، الذي يدربه ويدعمه الأردن، الحكومة السورية من شرقي درعا، آخر قاعدة رئيسية له، وتقتضي هذه النجاحات وضع استراتيجية جديدة، ومنها التخلي عن الولاء للحكومة العراقية المركزية، وهو ما يشكل مفارقة تاريخية، والبدء بتزويد الأكراد العراقيين بالسلاح مباشرة وبالنقل الجوي ،على غرار ما تم في برلين، وفي سوريا فإن التدريب والإمداد بالسلاح والدعم الجوي يجب أن يتوجه إلى المنطقة التي يتم تطويرها كي تصبح منطقة آمنة بالنسبة للأكراد، ويجب أن يتم ذلك بالنسبة إلى الجيش الحر على الجبهة الجنوبية للبلاد.

توجيه التزويد بالسلاح

ومن الناحية النظرية ،يجب أن نزود اصدقاءنا من القبائل السنية التي تمثل قوات الصحوات في العراق بالسلاح، والتي انضمت بشجاعة إلى الجنرال ديفيد بترايوس، وهزمت تنظيم القاعدة في العراق في عامي 2006/2007.

وبالنسبة إلى الجيش العراقي فإن أفضل ما يمكن فعله هو القيام بخطوات الاحتواء، وليست تلك بالنهاية الأفضل ،وإنما أفضل ما يمكننا فعله بالنظر إلى خسارة مركزنا المهيمن في العراق عام 2011.

في ذلك الوقت كان العراق دولة فاعلة ولم يعد كذلك الآن، ولا يجب علينا زيادة المخاطر عبر استئنافها، فهدفنا الآن هو مواجهة تنظيم «داعش» وتأمين سقوط نظام الأسد، وهذا لا يستوجب غزوا أميركيا ،بل الاعتراف بالواقع ودعم الحلفاء الحقيقيين على الأرض.

وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إن الولايات المتحدة لن تفي بأهداف تدريب نحو 24 ألف جندي عراقي بسبب مشكلات في التوظيف، فلا يبدو أن العراقيين يريدون المساهمة في ذلك، وعليه هناك قصور بنحو 10 ألاف جندي، مضيفا إنه في حال أرادت واشنطن دعم الحكومة المركزية في العراق فإن ذلك أمر مقبول، إلا أن الاستراتيجية الحقيقية يجب أن تكون التحايل على الحكم ومساعدة الحلفاء الحقيقيين لتحمل المعركة.

تقدم

نجح عدد كبير من الأكراد ،بفعل مساعدة القوات الجوية الأميركية، واستعاد الأكراد السوريون مدينة تل أبيض من أيدي تنظيم «داعش»، التي تعتبر لأنها تشرف على الطريق الذي يربط الرقة عاصمة التنظيم الإرهابي بتركيا التي تزودهم بالمقاتلين والأسلحة والمعدات، ويقول القائد الكردي حقي كوباني: تعد تل أبيض بمثابة الرئة التي يتنفس منها تنظيم «داعش».

وتربط تل أبيض أيضا المناطق الكردية المعزولة في الشمال السوري بباقي الأراضي مثل كردستان

Email