تغير تحالفات القبائل وتهميش السنة ساهما في سقوطها

الرمادي نقطة محورية في الحرب ضد «داعش»

تهميش السنة في العراق تسبب في تحقيق مكاسب لـ«داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مرور أشهر على بدء القتال للسيطرة على مدينة الرمادي، حقق تنظيم «داعش» خطوة يعكف المحللون على تفسير العوامل التي أسهمت فيها، واستخدم نحو ست سيارات مفخخة وجرافات مدرعة للدخول إلى وسط المدينة، حيث حوصر ما تبقى من حضور القوات الحكومية لأشهر عدة، وفرت القوات العراقية من مواقعها، ومن جهتهم وصف مسؤولون أميركيون وضع تنظيم «داعش» بأنه في حالة فرار من منطقة إلى أخرى في العراق، ويعود الفضل في ذلك إلى الضربات الجوية الأميركية.

ضعف التنظيم

وقال الجنرال توماس ويدلي المسؤول عن الجهود العسكرية الأميركية في العراق، أخيرا، لصحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية إن التنظيم ضعيف.

وأضاف: «سيشهد التنظيم نجاحات مؤقتة، إلا أن هذه النجاحات لا تحقق مكاسب على المدى الطويل، وقد شهدنا هجمات مماثلة في الرمادي خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تمكنت القوات العراقية من التصدي لها، ونرى أن هذه العملية الأخيرة مشابهة لما سبقها»، ومن الصعب مقارنة هذا القول بالأحداث على الأرض.

وبينما قد تستعيد حكومة بغداد مدينة الرمادي، وهي معقل للمقاومة منذ ما بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، فإن التكلفة قد تكون عالية جداً في المناطق المعروفة بأنها ذات أغلبية سنية وفي المحافظات المحيطة بها.

تهميش الأقلية السنية في العراق منذ عام 2003 مهد للمكاسب التي حققها تنظيم «داعش» في العراق، وليس من المصادفة أن جميع مكاسب التنظيم تمركزت في المناطق ذات الغالبية السنية، وظلت القبائل السنية العربية في مناطق مثل الأنبار بين المطرقة والسندان لمدة عقد من الزمن، حيث واجهت خياراً بين «داعش» الذي يعتبر نتاج وجود القاعدة في العراق وبين الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في العراق.

خيارات القبائل السنية

وتمثلت نقطة التحول بالنسبة للرمادي التي تبعد 70 ميلاً عن بغداد في ردة فعل رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي في ديسمبر عام 2013 حيال المتظاهرين العرب السنة، الذين كانوا يطالبون بمزيد من الاستقلالية عن الحكومة المركزية.

ووصفهم المالكي بـ«القاعدة»، وأرسل قواته إلى المدينة ليقضي بعنف على معسكر التظاهر، وليعتقل النائب السني البارز أحمد العلواني، حيث قتل ستة أشخاص في الغارة بمن فيهم شقيق العلواني. وكانت تلك الخطوة مقدمة الصراع الذي دام سبعة عشر شهرا، الذي مكن تنظيم «داعش» من غالبية المحافظة..

ولكن بينما تدعم بعض القبائل السنية «داعش» هناك أيضا حالة من الخوف والغضب، وفي عامي 2013 و2014 أقدم التنظيم على موجة من الاغتيالات ضد وجهاء القبائل الذين عملوا في بغداد، أو مع القوات الأميركية خلال الحرب الأخيرة.

وتعد مدينة الرمادي مركز ما يسمى صحوة القبائل خلال العقد الأخير، حيث أدارت ظهرها لتنظيم القاعدة، وتحالفت مع الحكومة العراقية وبغداد، مقابل وعود حكومية بحصولهم على وظائف ومعاملة أفضل، إلا أن الحكومة أخلفت بوعودها بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011..

حيث سعى المالكي بسرعة إلى فرض أحكام ضد سياسيين سنة بتهم ذات دوافع سياسية. ومن المتوقع أن تهاجم المليشيات الشيعية التي ترى في العرب السنة خونة الرمادي مع ضبط النفس، إلا أن تاريخ العراق الحديث ينذر بأن خطراً أعظم قادم.

تقييم الاستراتيجية الأميركية

وبالنسبة إلى استراتيجية أوباما في العراق فقد بنيت على أساس قيام مصالحة سياسية طال انتظارها تحت حكم رئيس الوزراء حيدر العبادي، يرى السنة بموجبها مستقبلا واعدا، وحتى الآن لم تكن هناك أي إشارة إلى أن ذلك سيحدث، ولا بد أن كثيرا من سكان الرمادي يشعرون بذلك.

Email