فيما تتحدث واشنطن عن انكفاء حروبها وتعمل على تغليظ عصاها العسكرية

البنتاغون يفرغ من تطوير «أم القنابل» غير النووية

أم القنابل الأميركية تستطيع اختراق أعمق الحصون النووية وتدميرها أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت معلومات مصدرها البنتاغون، أن مشروع تطوير قنبلة "إم أوه بي" الخارقة للتحصينات الأسمنتية المدفونة تحت الأرض قد انتهى، بحيث أصبح هذا السلاح المدمّر جاهزاً للاستخدام " الفعّال " إذا اقتضت الحاجة. وحرصت هذه المصادر على الإشارة، في هذا الصدد، إلى المنشآت النووية الإيرانية والكورية الشمالية، باعتبارها مرشحة للاستهداف بهذا السلاح.

وكأن القنبلة " الضخمة مخصصة لمثل هذه المهمة "، على حدّ وصف أحد جنرالات سلاح الجو الأميركي، أو ما يطلق عليها اسم " أم القنابل " باستثناء النووية، قد جرى تصميمها لهذا الغرض بشكل أساسي.

لكنها في الوقت ذاته، تمثل إضافة نوعية إلى ترسانة السلاح التقليدي الأميركي. خاصة إذا ما أضيفت إلى القاذفة الاستراتيجية ب 2 التي تنفرد بحمل وإطلاق هذه القنبلة. والمعروف أن البنتاغون تملك 20 من هذين السلاحين.

أقدر سلاحين

ومشروع قنبلة MOP بدأ في عهد بوش، منذ عشر سنوات.

وتشكل هي والقاذفة ب- 2 ، أضخم وأقدر سلاحين في الترسانة الأميركية، بعد النووي ورمز التفوق التكنولوجيا العسكري. وحسب المعلومات التي جرى تسريبها، جرى تصميم خارقة الأقبية العميقة " المزودة بأنظمة توجيه وتصويب والتي تزن13 طن ونصف، على أساس تمكينها من فتح كوّة بطول حوالي 61 متراً في أي حاجز من الاسمنت المسلح ".

ومع بلوغ هذه النقطة تنفجر لتحدث دوياً هائلاً يصحبه " عمود من الدخان يشبه بكثافته وعلوه ما يحدثه انفجار نووي ". ثم يلي ذلك، عند اللزوم "إطلاق قنبلة أخرى في الفوّهة، لاستكمال الاختراق نحو الأعمق وتحقيق التدمير المطلوب"، الذي يتسبب بوقوع " عدد كبير من الضحايا المدنيين ". سلاح دمار من غير يورانيوم.

لغاية العام الماضي وبعد كلفة 330 مليون دولار، بقيت الشكوك تحيط بقدرة هذه المتفجرة التي تصنعها شركة بوينغ للطيران، على تحقيق الاختراقات بالقدر المطلوب.

تبين ذلك في ضوء التجربة التي جرت عليها والتي يقال أن البنتاغون عرض فيديو عنها أمام عسكريين إسرائيليين كدليل حسي على مدى فعاليتها في تدمير الحصون العميقة تحت الأرض.

وللتيقن أكثر، جرى تخصيص موازنة إضافية بقيمة 70 مليون دولار لزيادة قوتها وأنظمة أدائها ودقتها.

رسالة خاصة

اللافت، إلى جانب التفاصيل عن القدرات الهائلة لهذه القنبلة، كان الكشف عنها عشية انتخابات الرئاسة الإيرانية، كما في أعقاب التصعيد الكوري الشمالي، الصاروخي والنووي. وكأن في ذلك رسالة خاصة للقيادة الإيرانية المقبلة بأن التعامل مع المفاوضات كوسيلة لكسب الوقت أو التنازلات، قد انتهى وقته.

كان من اللافت أيضا اعتراف المسؤولين الأميركيين بأن التطوير الذي بلغت كلفته مئات ملايين الدولارات، كان "حاسماً لتطمين إسرائيل بأن واشنطن قادرة على منع إيران من تصنيع القنبلة ". ومع ذلك تبقى الدولة العبرية غير مقتنعة بذلك، وهذا ما لا يشكك فيه العارفون بالشأن العسكري.

لكن يبقى السؤال عما إذا كان تلويح إدارة أوباما بهذه القنبلة يشبه تلويحها "بالخط الأحمر" إزاء الكيميائي السوري ؟ فامتلاك القدرة العسكرية شيء وإنزالها إلى ميدان معيّن وفي لحظة معينة، شيء آخر.

خاصة وأن الرئيس اوباما ما فتئ يتحدث عن ما سمّاه "بتراجع موجة الحروب "، لصالح خيار الحوار والمفاوضات. وفي الاعتقاد السائد أنه ما زال عند هذه القناعة.

بل هو " ليس في وارد تغيير ذاته " بتعبير احد المحللين، الذي يرى مع غيره بأن الكشف عن قنبلة MOP أرادت منه إدارة أوباما توجيه رسالة إلى إسرائيل أيضاً تفيد بأنه ليس بمقدورها لوحدها دكّ المنشآت النووية الإيرانية.

فلا هي تملك هذه القدرة التدميرية ولا القاذفة ب- 2 التي تحملها .وبالتالي عليها ترك الأمر لواشنطن لمعالجته بالصورة المعروفة التي تفضلها.

سواء استخدم هذا السلاح أم بقي في الترسانة الأميركية كسلاح آخر من أسلحة الردع، فإن دخوله إلى ساحة التصنيع العسكري، محكوم بحفز دول أخرى تملك التكنولوجيا والمال على السعي لتطوير ما يوازيه.

هكذا كان الأمر بالنسبة للسلاح النووي الرادع وغيره من أدوات الآلة العسكرية، خاصة في مجال الحرب عن بعيد التي أخذت تشق طريقها في الاستراتيجية الأميركية، من خلال طائرة " درون " والسلاح الصاروخي الموجّه من الجو والبحر بشكل خاص، عن طريق منظومات التوجيه التي توفرها الأقمار الصناعية وعيونها الكاشفة من فوق.

 

 

Email