صروح عمرانية في أبوظبي تكتسي بألوان علم سريلانكا تضامناً مع الضحايا

كولومبو تقر بتقصير أمني في «تفجيرات الفصح»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكتسى عدد من المؤسسات الحكومية والصروح والمعالم العمرانية في العاصمة أبوظبي بعلم جمهورية سريلانكا وذلك تضامناً مع ضحايا سلسلة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت كنائس وفنادق في العاصمة كولومبو مؤخراً وتأكيداً على موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت الرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف الجميع دون تمييز بين دين وعرق وأياً كان مصدره ومنطلقاته.

فقد أضيئت بالعلم السريلانكي واجهات مقار كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وقصر الإمارات وسوق أبوظبي العالمي ومركز مارينا مول التجاري وبرج كابيتال جيت إلى جانب جسر الشيخ زايد.

إقرار

وأقرّت سلطات كولومبو، أمس، بوجود «تقصير» من جانب الدولة على المستوى الأمني، حال دون منع اعتداءات نفّذها متطرفون الأحد الماضي وأوقعت نحو 360 قتيلاً، وذلك رغم معلومات مسبقة عن اعتداءات محتملة كانت حصلت عليها أجهزة الاستخبارات. وتتعرض إدارة السلطات، خلال الأيام التي سبقت الاعتداءات الانتحارية التي تبناها تنظيم داعش، لانتقادات متعاظمة في ظرف سياسي يتميز باحتدام الصراع على السلطة بين الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا ورئيس وزرائه رانيل ويكريميسينغي.

وكانت الأجهزة الأمنية تلقت قبل 15 يوماً مذكرة تتضمن معلومات استناداً إلى «وكالة استخبارات أجنبية»، حذّرت من أن حركة «جماعة التوحيد الوطنية» المحلية تعد لتنفيذ اعتداءات. ولم يتم إبلاغ رئيس الحكومة ولا كبار الوزراء بها.

وأقرّ نائب وزير الدفاع ريوان ويجواردين بأنه «كان هناك بوضوح تقصير في نقل المعلومات. على الحكومة تحمل مسؤولياتها، لأنه لو تمّ إبلاغ المعلومات إلى الأشخاص المعنيين، كان ذلك سيتيح تفادي أو تخفيف» هذه الاعتداءات. وفي حين توالت الجنازات لتشييع ضحايا الاعتداءات التي حصدت العدد الأكبر من القتلى منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، واصلت سلطات سريلانكا أمس ملاحقة المشتبه فيهم.

وخلال عمليات دهم ليلية، أوقفت قوات الأمن 18 شخصاً إضافيين، بعد أربعين تمّ اعتقالهم منذ الأحد. ونسبت الحكومة الاعتداءات إلى «جماعة التوحيد الوطنية» التي لم تعلن مسؤوليتها، فيما نشر تنظيم داعش على حساباته على تطبيق «تلغرام» صوراً وأشرطة فيديو قال إنها للمهاجمين السبعة الذين نفذوا الاعتداءات. ولم تؤكد السلطات تورط التنظيم. وقال نائب وزير الدفاع، في مؤتمر صحافي أمس، إن الاعتداءات دبّرها «فصيل منشق» عن «جماعة التوحيد الوطنية»، دون مزيد من التفاصيل. وأضاف: «زعيم (هذا الفصيل) الذي قاد الهجوم، هو أحد الانتحاريين وقد قُتل»، موضحاً أنه فجّر نفسه في فندق بكولومبو. وأعلنت الحكومة أن «تسعة انتحاريين» قضوا في ذلك اليوم. وتم التعرف إلى أسماء ثمانية منهم دون كشفها.

وبحسب نائب وزير الدفاع، فإن «معظم» الانتحاريين «متعلمون ويتحدرون من الطبقة المتوسطة أو المتوسطة العليا، وبالتالي هم غير محتاجين مادياً وأسرهم مستقرة»، معتبراً هذا «عاملاً مثيراً للقلق».

وأعلن الرئيس السريلانكي أنه سيُجري «تغييرات مهمة» في رأس أجهزة الأمن.

Email