إيران وتنظيمات الإسلام السياسي استغلال متبادل

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ الاهتمام الإيراني بالسودان مع قيام الثورة الإيرانية وكذلك انفتاح بعض تنظيمات الإسلام السياسي الطامحة للسلطة على طهران باعتبارها قوة قادرة على دعمها مادياً وسياسياً، وجاهر بعض طلاب الجامعات من المنتمين لهذه التنظيمات بتأييدهم للثورة الخمينية وفي النصف الثاني من ثمانينيات من القرن الماضي، استغلت إيران بحسب مراقبون واكاديميون سودانيون سقوط نظام الرئيس الراحل جعفر نميري ودخول السودان في مرحلة تعددية سياسية، فقد أدت الأحداث السياسية على الساحة السودانية آنذاك إلى تسرب إيراني اختار الوقت المناسب لوضع القدم الأولى له على الأراضي السودانية.

وبحسب الأكاديميون، سعى السياسي السوداني الراحل حسن الترابي إلى إقامة نموذج سنّي للثورة الشيعية داخل السودان بداية ثم تطبيقها في مناطق أخرى في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، الأمر الذي وصفه البعض بمحاكاة لدور الخميني في المنطقة، ومن هنا يبدو أن طهران قد استغلت هذا التوجه وأنشأت المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم ليأخذ على عاتقه القيام بهذه المهمة. وبعد العام 1989 تزايد النشاط الإيراني في السودان وتم افتتاح مزيد من الفروع للمركز الثقافي الإيراني في ولايات سودانية مختلفة.

Email