«الإخوان» شكلت جسراً لتنفيذ مخطط طهران في مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 (التي رحبت بها طهران وهاجم قادتها نظام مبارك)، ووفق شهادة ضابط مسؤول بالمخابرات المصرية في حينها، فإنه تم رصد «تحرّكات مريبة» للقائم بالأعمال الإيراني بعد ثورة يناير. وتجسدت آنذاك بوضوح التدخلات الإيرانية، خاصة مع ما كشفته نتائج التحقيقات التي أجريت بعد ذلك في قضية التخابر مع حماس والهروب الكبير (قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون في 28 يناير 2011).

وقد كشفت التحقيقات في تلك القضية وكذا حيثيات الأحكام الصادرة فيها عن دور إيراني في تمويل ودعم «حماس» التي تولت تنفيذ العملية في مصر والتي تم بموجبها تهريب المساجين وقيادات تنظيم الإخوان من سجن وادي النطرون إبان ثورة يناير. ومن خلال دعم «حماس» والاتصالات معها، قامت إيران برعاية العديد من المخططات في مصر، حينما رأت أن الفرصة سانحة لاستثمار الأجواء السياسية المضطربة التي شهدتها مصر إبان ثورة يناير وما بعدها، واستثمارها لصالح المشروع الإيراني.

وكشف القضاء المصري في حيثيات الأحكام الصادرة بقضية التخابر عن تفاصيل العلاقة بين الإخوان وإيران، من بينها أن متهمين بالقضية قد «أفشوا سرًا من أسرار الدفاع عن البلاد» وذلك بقيامهم بتسليم عناصر من الحرس الثوري الإيراني العديد من التقارير السرية من هيئة الأمن القومي، بما يكشف سعي طهران لاختراق الأمن القومي المصري. وقد أكد مصدر استخباراتي قطري منشق ذلك النهم الإيراني للحصول على معلومات تتعلق بمصر، وقد سهلت الدوحة عملية تسريب تلك الوثائق لإيران وإسرائيل بعد أن تحصلت عليها من الإخوان.

وكشفت حيثيات الحكم عن أن التنظيم الدولي للإخوان كان قد كلف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بلقاء على أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية في نوفمبر 2010 في دمشق، حيث «اتفقا على استثمار الأوضاع القائمة داخل مصر والغضب من النظام القائم آنذاك، والدفع بالعناصر السابق تدريبها بقطاع غزة عبر الأنفاق غير المشروعة المتواجدة بالحدود الشرقية للبلاد، للقيام بعمليات عدائية داخل البلاد واقتحام السجون وتهريب المساجين، على أن يتزامن ذلك مع قيام جماعة الإخوان بالداخل بإثارة الجماهير من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وفتح قنوات اتصال مع النظام القائم آنذاك لإيهامه بعدم مشاركة الجماعة في المخطط التآمري».

مخطط عدائي

وأشارت التحريات في القضية ذاتها إلى أن التنظيم الدولي بالاتفاق مع الجماعة داخل مصر، قام بصياغة بنود ذلك التحرك العدائي بلوغا لأهداف المخطط، والمتمثلة في التحالف والتنسيق بين جماعة الإخوان، وغيرها من المنظمات الأجنبية خارج البلاد مثل حركة حماس، وحزب الله اللبناني المرتبط بالحرس الثوري الإيراني، وتنظيمات أخرى بالداخل والخارج تعتنق الأفكار المتطرفة التكفيرية.

ووجدت إيران متنفسًا لمخططاتها في مصر من خلال وجود تنظيم الإخوان في السلطة خلال العام الذي حكم فيه مصر. حتى أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد آنذاك زار مصر في 2013، وزار الرئيس المعزول محمد مرسي إيران في 2012 لحضور قمة عدم الانحياز في طهران، وتم استقباله بحفاوة بالغة.

Email