باريس تحذر من «تفكك خطير» بسبب أزمة كتالونيا

برشلونة ترفض إجراءات مدريد وتعتبرها انقلاباً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتفاقم أزمة إقليم كتالونيا على نحو مطرد في إسبانيا، جراء تواصل حالة الشد والجذب بين برشلونة ومدريد، الأمر الذي ينذر بمزيد من التصعيد خلال الأيام المقبلة ورفض الإقليم قرارات الحكومة الاتحادية في مدريد بإقالة حكومة كتالونيا وإجراء انتخابات جديدة، رداً على خطوات الانفصال في برشلونة واعتبرت ذلك انقلاباً.

وتسلم مجلس الشيوخ الإسباني توصيات حكومة ماريانو راخوي لتفعيل المادة 155 من دستور البلاد، بينما حذر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان من أن الأزمة يمكن أن تؤدي إلى «تفكك خطير».

وحذر لودريان في تصريحات صحافية أمس من أن أزمة كتالونيا يمكن أن تؤدي إلى «تفكك خطير»، معبراً عن أمله أن تسمح الانتخابات التي أعلنت عنها مدريد بـ«توضيح الوضع».

وقال لودريان إن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو «راخوي أعلن عن انتخابات في أسرع وقت في كتالونيا. آمل أن تسمح بتوضيح الوضع والعودة إلى طريق حوار بناء».

واتخذت إسبانيا أول من أمس إجراءات قاسية لمنع كتالونيا من الانفصال والاستعداد لإقالة السلطة التنفيذية التي يقودها كارليس بوتشيمون. ورأى بوتشيمون في هذه الإجراءات «أسوأ هجوم» تتعرض له منطقته منذ الحكم الديكتاتوري لفرانسيسكو فرانكو. وأدت إجراءات مدريد الجديدة وغير المسبوقة إلى تظاهرة هائلة للمطالبين بالاستقلال في برشلونة.

ونزل مئات الآلاف من الكتالونيين إلى الشوارع وهم يهتفون «حرية» و«استقلال». وقال رامون ميول وهو ميكانيكي في الخامسة والأربعين من العمر إن «الشعور الإسباني اختفى والشعب الكتالوني منفصل تماماً عن المؤسسات الإسبانية».

في الأثناء، أعرب نادي برشلونة لكرة القدم عن تأييده لـ«مؤسسات كتالونيا الديمقراطية التي يختارها مواطنو الإقليم». وأكد رئيسه جوسيب ماريا بارتوميو أمام الجمعية العمومية للنادي السبت «نريد التعبير عن دعمنا وتضامننا مع جميع القطاعات المعنية».

ويدفع الجناح المتشدد في التحالف الحكومي الإقليمي بوتشيمون إلى المضي في عملية الانفصال، لكن الصحافي السابق الذي يبلغ 54 عاماً يماطل أمام التداعيات الاقتصادية للأزمة وغياب الدعم الدولي. وحتى الآن استبعد الاتحاد الأوروبي فكرة القيام بوساطة في الأزمة ويدعم موقف مدريد. من جهته، صرح رئيس البرلمان الأوروبي الإيطالي انطونيو تاجاني أن على أوروبا أن «تخشى بالتأكيد» تزايد «الأوطان الصغيرة»، لذلك «لا أحد ينوي الاعتراف بكتالونيا كدولة مستقلة».

الدفاع عن الصلاحيات

وأعلنت رئيسة البرلمان في كتالونيا فوركاديل أنها ستدافع عن الصلاحيات والحقوق الكاملة للنواب الـ135 الذين يشكلون المجلس ورفضها الكامل للقيود التي تعتزم مدريد فرضها من خلال تطبيق المادة 155 من الدستور.

وشددت على أنها لن تعطي أي خطوة إلى الوراء لأن المواطنين انتخبوا ذلك المجلس فيما وصفت قرار راخوي بتطبيق المادة 155 من الدستور بضربة للديمقراطية وانقلاب سلطوي. علماً أن النيابة العامة الإسبانية تحضر حالياً شكوى لتقديمها أمام المحكمة الدستورية الإسبانية ضد الرئيس الإقليمي بتهمة العصيان والتمرد رغم أن (كتالونيا) صماء تماماً أمام قرارات الدستورية.

وكانت نائبة رئيس الوزراء الإسبانية سورايا ساينث دي سانتاماريا أكدت للصحفيين أن أحد التدابير التي صادقت عليها الحكومة الإسبانية السبت تنص على قطع الأجور الشهرية لأي فرد في حكومة (كتالونيا) أو أي موظف آخر يتمرد على التدابير المتخذة والتي ستطبق في الأيام المقبلة.

نقل مقار

ويستمر نزوح الشركات عن كتالونيا ليبلغ عدد المؤسسات والبنوك التي نقلها مقارها الاجتماعية أو المالية إلى مناطق أخرى في إسبانيا أكثر من 1200 شركة، في حين تتوالى البيانات حول انخفاض الحجوزات السياحية ومبيعات السلع وتذاكر دور السينما والمسارح وغيرها من الخدمات بنسبة تتراوح بين 20 و30 بالمئة.

Email