الاتحاد الأوروبي يدعو للانتقال من المواجهة إلى الحوار

كاتالونيا تطالب بوساطة دولية في الأزمة مع مدريد

تظاهرات ضد قمع الشرطة الإسبانية للناخبين في استفتاء كاتالونيا (رويترز)

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب رئيس إقليم كاتالونيا كارليس بيغديمونت، أمس، بوساطة دولية لحل الأزمة مع مدريد وبسحب كل قوات الأمن التي نشرتها السلطات الإسبانية في الإقليم غداة أعمال العنف التي تخلّلت الاستفتاء حول الاستقلال، فيما خرج الاتحاد الأوروبي عن صمته، ودعا جميع أطراف الأزمة إلى «الانتقال بسرعة من المواجهة إلى الحوار»، مؤكداً أن «العنف لا يمكن أن يكون أبداً أداة في السياسة».

وقال بيغديمونت في مؤتمر صحافي: «من الضروري وجود طرف ثالث ويجب أن يكون دولياً لكي يكون فعالاً»، مضيفاً أن حكومة كاتالونيا قررت «المطالبة بسحب كل قوات الشرطة التي نشرت في كاتالونيا بسبب هذا القمع».

وأثناء حديثه مع الصحافيين، نزل متظاهرون إلى شوارع برشلونة احتجاجاً على أعمال العنف وقطعوا الطرقات أمام حركة السير ورددوا «الشارع سيكون لنا على الدوام»، وهي العبارة التي أصبحت شعار تحرك مؤيدي الاستفتاء.

وقال بيغديمونت إن إقليم كاتالونيا «كسب الحق بإعلان دولة مستقلة». وأوضح للصحافيين، أمس، أن 73 من سكان الإقليم حتى الآن قدموا شكاوى رسمية ضد العنف الذي استخدمته الشرطة. وأضاف: «إنه أكبر يوم عنف مجاني شهدناه في السنوات الأربعين الماضية»، مشيراً إلى أربعة عقود من الديمقراطية في إسبانيا. وخلص إلى القول: «هذا الأمر يجب ألا يحصل مجدداً ولا يمكن أن يبقى من دون عقاب».

تحفظ أوروبي

في الأثناء، خرج الاتحاد الأوروبي عن تحفظه بحذر رافضاً العنف كـ «أداة سياسية»، وداعياً «جميع الأطراف المعنية» إلى الانتقال «من المواجهة إلى الحوار».

وصرح الناطق باسم الاتحاد مارغاريتيس شيناس أمام الصحافيين: «بموجب الدستور الإسباني، لم تكن عملية التصويت في كاتالونيا التي جرت بالأمس قانونية». لكن الاتحاد ذهب لاحقاً أبعد في موقفه داعياً «كل الأطراف المعنية إلى الانتقال بسرعة من المواجهة إلى الحوار»، مضيفاً أن «العنف لا يمكن أن يكون أبداً أداة في السياسة».

اجتماع طارئ

وفي الأثناء، عقدت حكومة رئيس الوزراء الإسباني محادثات طارئة بعدما أعلن رئيس إقليم كاتالونيا كارليس بيغديمونت، أن الإقليم فاز بحق الانفصال عن إسبانيا. وشكلت مشاهد شرطة مكافحة الشغب وهي تضرب الناس الذين نزلوا للإدلاء بأصواتهم بالهراوات وتطلق الأعيرة المطاطية لتفريق الحشود خلال استفتاء الأحد في الإقليم الغني الواقع في شمال شرق البلاد، صدمة للعديد من الأشخاص في إسبانيا وأوروبا والعالم.

وأكد وزير العدل الإسباني رافايل كاتالا، أن الدولة ستقوم «بكل ما يسمح به القانون» إذا أعلن الانفصاليون الكاتالونيون الاستقلال من جانب واحد، مشيراً إلى قدرة الحكومة على تفعيل المادة 155 من الدستور التي تسمح لها بتجميد سلطات حكومة كاتالونيا لمنع أي إعلان استقلال.

وفي إشارة أخرى إلى التوترات، دعت نقابات ورابطات كاتالونية إلى يوم إضراب عام وتعبئة اليوم الثلاثاء في أنحاء الإقليم، إثر «الانتهاكات الجسيمة للحقوق والحريات» التي وقعت. ورأت صحيفة «إيل موندو» المحافظة، أن استراتيجية الحكومة في انتظار إجراء الاستفتاء وإرسال الشرطة لمنعه، كانت فاشلة. وكتبت: «ليس بإمكانها منع المشاهد الدرامية من الانتشار في أنحاء العالم». وأما صحيفة «إيل باييس» الشعبية، فرأت أن راخوي أظهر «عجزاً تاماً عن إدارة المشكلة» منذ بدء أزمة كاتالونيا.

Email