ترامب يُطرب العنصريين ويُغضب الكثيرين بسبب «تشارلوتسفيل»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتمنى المخرجة الأميركية كاثرين بيغلو أن يشاهد الرئيس دونالد ترامب فيلمها الجديد (ديترويت) علّه «يؤثر فيه ويساعد في تهذيبه»، إذ يتصاعد التوتر العرقي في البلاد ويتّهم الرئيس من شتى الاتجاهات بالدفاع عن العنصرية.

فيلم (ديترويت) يقدّم نظرة جريئة على الأحداث التي شهدتها مدينة ديترويت الأميركية في صيف 1967 عندما تصاعد التوتر بين السكان السود وقوة الشرطة التي يغلب البيض على أفرادها. بيغلو قالت للصحافيين في لندن قبل العرض الأول للفيلم في بريطانيا «الفيلم أشبه بإدانة لانتشار العنصرية. رأينا بوضوح هذا التغلغل يتكرر قبل أيام في تشارلوتسفيل».

وألهب ترامب التوتّر بعد مسيرة للقوميين البيض في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا مطلع الأسبوع إذ ساوى في إدانته لأعمال العنف بعد المسيرة على المتطرفين من اليمين واليسار.

ترامب قال أمس مجدداً إن تاريخ وحضارة الولايات المتحدة يتعرّضان «للتمزيق» بعد إزالة تماثيل لشخصيات تتهم بالعنصرية من حقبة الكونفدرالية. وكتب على تويتر «من المحزن رؤية تمزيق تاريخ وحضارة بلادنا العظيمة بإزالة التماثيل والصروح الجميلة». وأضاف «لا تستطيعون تغيير التاريخ، ولكن يمكنكم التعلم منه».

وتأتي هذه التغريدات لتزيد من العاصفة السياسية التي أطلقتها تصريحات ترامب التي ألقى فيها بالمسؤولية على الطرفين في العنف الدموي الذي وقع بين تجمع لدعاة تفوق العرق الأبيض في تشارلوتسفيل وتظاهرة مضادة لهم.

وتدفق المئات من حركة اليمين البديل «آلت رايت» إلى المدينة مسلّحين بهراوات ورافعين أعلاماً وشعارات نازية، للاحتجاج على إزالة تمثال الجنرال روبرت لي الذي قاد القوات الكونفدرالية في الحرب الأهلية الأميركية.

ويعتبر العديد من سكان جنوب الولايات المتحدة البيض الجنرالين لي وتوماس جاكسون، اللذين كانا من قادة الحرب الأهلية (1861-1865)، رمزين لقضية خاسرة، في حين يعتبرهما آخرون مدافعيْن عن إبقاء العبودية.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض من جهة، ومحتجين مناهضين للعنصرية، أسفرت عن مقتل امرأة. وتوالت الانتقادات الموجهة إلى ترامب من قادة سياسيين، بينهم عدد من الرؤساء السابقين، لإلقائه باللوم «على الطرفين».

طرب أبيض

وتلقف أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض والنازيون الجدد بحماس تصريحات ترامب، ورأوا فيها تأييداً لهم. وكتب اندرو انغلن، مؤسس موقع «ديلي ستورمر» المؤيد للنازيين الجدد والمعادي للسامية «هذا الرجل يقوم بكل ما في وسعه لدعمنا وعلينا الاصطفاف خلفه». أما ريتشارد سبينسر، المنظم القومي الأبيض لمسيرة «وحدوا اليمين»، فأشاد بتصريح ترامب الذي وصفه بـ«العادل والواقعي».

وأعرب الزعيم السابق لجماعة «كو كلوكس كلان»، التي تؤمن بتفوق البيض ديفيد ديوك، عن تقديره لسيد البيت الأبيض. وكتب «شكراً سيدي الرئيس ترامب على صدقك وشجاعتك في قول الحقيقة عن تشارلوتسفيل والتنديد بالإرهابيين اليساريين».

Email