المرشح الأميركي لحقيبة الدفاع

جيمس ماتيس.. جنرال مولع بالحروب

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا صدقت التوقعات بشأن ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، وزيراً للدفاع، فإنه من المرجح أن يكون ذلك إيذاناً بعودة خطاب التصعيد الأميركي في العالم، فالجنرال الملقب بـ «الكلب المجنون» كان قد استقطب الكثير من الجدل في عام 2005 لقوله أثناء حلقة نقاشية أمام جمهور من ولاية كاليفورنيا «من الممتع إطلاق النار على بعض الناس»، مثيراً الضحك لدى بعض عناصر الجيش الأميركي.

ويعتبر ماتيس المولع بالقتال، كما يصف نفسه، ناقداً بارزاً لطهران، وقد أحالته إدارة أوباما للتقاعد في عام 2013 وسط مخاوف بأنه كان متحمساً أكثر من اللازم لمواجهة عسكرية مع إيران.

وكان ماتيس قد انتقد الاتفاق النووي مع ايران، لكنه قال في وقت سابق هذا العام، متحدثاً في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إنه قد يكون الخيار الوحيد، أخذا في الاعتبار غياب شهية الناس للتوجه إلى الحرب مع تلك البلاد.

وقال: «سوف يتعين علينا الاعتراف بأنه لدينا اتفاق للحد من التسلح غير مثالي. ثانيا، إن ما حققناه يمثل فترة استراحة، وليس وقفاً للنووي». اكتسب ماتيس سمعته كقائد كاريزماتي ومحارب شرس، حسبما تفيد صحيفة «تلغراف» البريطانية.

فقد انتسب إلى قوات المارينز في التاسعة عشرة من عمره، وقاتل في حرب الخليج وأفغانستان والعراق. ورقي أثناء غزو العراق عام 2003، إلى «ميجور جنرال»، وبعد ذلك بسنة لعب دوراً هاماً في معركة الفلوجة، بما في ذلك التفاوض مع قيادة المسلحين داخل المدينة في أبريل 2004، والمشاركة في التخطيط للعمليات.

في مايو 2004، أصدر أمراً بقصف منزل «مقاتل اجنبي مشتبه به» في قرية عراقية، تبين بعدها أن الهدف كان حفل زفاف، ما اسفر عن مقتل 42 من الرجال والنساء الذين كانوا يحضرون الحفل. وأكد الجنرال ماتيس أن مناقشة توجيه الضربة من عدمها استغرقت منه 30 ثانية.

لكنه حذر قواته لاحقا من تقصد المدنيين، مشيرا إلى أهمية ضبط النفس في الحرب كأمر أساسي في الحاق الهزيمة بالخصوم. قائلاً لهم: «حيثما تظهرون الغضب أو النفور تجاه المدنيين، فإن هذا يشكل نصراً للقاعدة وغيرها من المتمردين».

ويعرف عنه أنه شارك في تأليف كتيب لمكافحة التمرد في سبيل الحد من العنف الطائفي في العراق، قبل الانسحاب العسكري الأميركي في ديسمبر 2011. يقال إنه يتصف بالشعبية بين جنوده، و«يدخل معهم الخنادق»، وقد أغدقت عليه مجلة «مارين كوربس تايمز» لقب «عضو المارينز الأكثر احتراماً في غضون جيل».

وهو غريب الأطوار، يعرف بخطبه المتشددة، وشعاراته مثل «المارينز لا يعرفون تهجئة كلمة هزيمة» و«كن مهذباً، كن مهنياً، لكن لتكن لديك خطة لقتل كل من تلتقي به». لكنه قارئ نهم بمكتبة شخصية تحوي أكثر من 6 آلاف كتاب، وحائز على بكالوريوس في التاريخ من جامعة واشنطن الوسطى. وكان يعتبر خلال خدمته مثقفاً بين الأوساط العسكرية العليا.

وقد تعلم خوض الحروب ويقال إنه قادر على الاقتباس من صن تسو، وغرانت، وجورج باتون، وشكسبير، وحتى الكتاب المقدس حول الموضوع. ويصطحب إلى المعركة كتاباً يحوي مقتطفات من الإمبراطور والفيلسوف الروماني ماركوس أوريليوس.

 عين ماتيس في عام 2007، رئيس قيادة القوات المشتركة الأميركية، وتولى مسؤولية تحول القيادة العليا لحلف شمالي الأطلسي. وبعد ذلك بثلاث سنوات رقي إلى رئاسة القيادة المركزية الأميركية، مشرفاً على الحروب في العراق وأفغانستان والصراعات في سوريا واليمن قبل أن يحال إلى التقاعد في مارس 2013.

في شأن الصراع العربي الإسرائيلي، يقال إنه من داعمي حل الدولتين، ويعتقد أن المستوطنات تضر باحتمالات السلام، وستفضي إلى الفصل العنصري، وقد مدح جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري بهذا الخصوص.

Email