ستيف بانون.. كبير استراتيجيي ترامب مولع بالانتقام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكشف الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب النقاب عن أسماء مسؤوليها، رويداً رويداً، ليتبدى من بينهم، أخيراً، ستيف بانون، صانع نجاحات ترامب في دائرته الداخلية كمدير لحملته الانتخابية، وهو الرئيس السابق لموقع «بريتبارت» الإخباري المحافظ اللاذع، ليحل في منصب كبير الاستراتيجيين.

ويوصف بانون، على المستوى الشخصي، كمناهض للنساء بسبب موقعه الإخباري الذي يقتات على الجوع الذكوري لمعاقبة النساء. كان هذا الموضوع غيضاً من فيض مواضيع «بريتبارت» الأخرى، إلى جانب مواضيع استهدفت قادة حركة «بلاك لايفز ماتر»، وضحايا الاغتصاب، فضلاً عن الترويج لترامب.

أما على المستوى السياسي، فتناقلت ألسن إعلامية أن تعيين بانون كمهندس لاستراتيجيات ترامب يحتمل أن يكون أمراً كارثياً. إذ يمكننا إلقاء لمحة على اهتماماته، من خلال النظر للمواضيع التي ينشغل بها، والتي تهتم بالتضليل الإعلامي، ونظريات المؤامرة.

وقد جاءت عناوين موقعه اليميني المتطرف بمثل «تحديد النسل يجعل المرأة جذابة ومجنونة»، «ومركز قانون الفقر الجنوبي»، وكان بانون أشار إلى أن الأميركيين من أصل أفريقي «عدوانيون ويتسمون بالعنف بشكل فطري»، وفي ظل قيادته، تحولت استراتيجية النشر في الموقع بحيث جعلت منه ذراعاً إعلامية لحركة عنصرية، عن طريق نشر مقالات تعزز العبارات الشعبية للقومية البيضاء، مثل «أسود في جريمة بيضاء».

وفي ردود الأفعال على ذلك، عمد بعض المسؤولين لحض أعضاء في الكونغرس على إثارة ضجة حول تعيين بانون، ليس لأن للكونغرس سيطرة مباشرة على الدائرة المقربة للرئيس، بل لرغبتهم في أن يفهم ممثلوهم المنتخبون بأنه ليس لدى الرئيس المنتخب تفويض، ولرغبتهم في عدم التهاون والتسامح مع التراخي في مواجهة تفوق ذوي البشرة البيضاء.

يصف بعض الموظفين السابقين لدى بانون الرجل بأنه شخصية انتقامية مولعة بالقتال. وقال الكاتب بن شابيرو، الذي عمل سابقاً في موقع بانون الإخباري، لصحيفة «التايمز»: «إنه أحد أسوأ الناس الذين تعاملت معهم من أي وقت مضى». مضيفاً إنه يسيء إلى الناس بانتظام، ويرى كل شيء على أنه حرب، ويجعل من مهمته تدمير خصمه».

من جهته، دعا بيرني ساندرز، الذي هزمته هيلاري كلينتون في السباق لنيل بطاقة الترشيح الديمقراطية إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، للتراجع عن تعيين اليميني المتطرف، ستيف بانون، في منصب كبير المستشارين والمخططين الاستراتيجيين.

وأثار تعيين بانون في هذا المركز الحساس شعوراً بالذهول لدى الديمقراطيين، الذين ذكروا بالمقالات النارية، التي كانت تنشر على موقع «بريتبارت» وتلامس معاداة السامية، من حيث تصريحه بعدم رغبته في وضع أبنائه في مدارس بها يهود، أو تندد بالهجرة وبتعدد الثقافات.

Email