تقارير «البيان »

سقوط ترامب في هاوية السياسة الأميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب بعد المناظرة التلفزيونية الثالثة والأخيرة مع هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي إلى مربعه الأول كماركة عالمية مسجلة أضافت الى شهرتها السابقة في عالم الأعمال والإعلام تجربة جديدة من تجارب تلفزيون الواقع من خلال الاستعراض الانتخابي المتواصل منذ اكثر من عام.

بمجرد إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية الأميركية في يونيو 2015 تصدر ترامب المشهد الانتخابي الأميركي. استثمر رصيده من الشهرة التي اكتسبها من نجوميته في استعراضات تلفزيون الواقع وعالم المال ومسابقات الجمال من اجل تسويق صورة ترامب السياسي والمرشح الرئاسي الذي تنتظره أميركا كي يعيد العظمة إليها.

تحدى ترامب المؤسسة الحزبية الجمهورية المترهلة في ذروة انقساماتها الداخلية وافتقارها الى شخصية قيادية توحد أجنحة الحزب وتعيد الثقة الى جمهوره بعد سنوات الإحباط السياسي التي عانتها بوجود رئيس ديموقراطي.

على حافة الهاوية

اكتسح نجم تلفزيون الواقع الحياة السياسية الأميركية وأطاح بـ 16مرشحاً منافساً. وتمكن لأشهر عديدة من حملته الانتخابية باحتلال الشاشات والصفحات الأولى لكبربات الصحف الأميركية مستعيناً بشهرته الإعلامية في تلفيزيون الواقع لكنه شعر بانقلاب المعادلة الإعلامية ضده مع بدء المعركة الانتخابية ضد كلينتون

طوال عام مشى ترامب ببراعة على الحافة الفاصلة بين الإعلام والسياسة، بين الواقع وبين تلفزيون الواقع. لكن مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي فقد ترامب البوصلة. وبمعزل عن تداعيات الفضائح النسائية التي أثقلت حملته الانتخابية فإن أداءه الضعيف في المناظرات التلفزيونية الثلاث أمام كلينتون أظهرت بجلاء هشاشة خطابه السياسي.

عود على بدء

لا يريد ترامب أن تسدل الستارة وينتهي الاستعراض في الثامن من نوفمبر المقبل. يريد عرضاً متواصلاً لأطول مدة ممكنة.والواضح أنه بعد الفضائح والانتكاسات المؤلمة في حملته الانتخابية اختار التبني الكامل خطاب اليمين الأميركي المتطرف كي يضمن لنفسه مكاناً على شاشات التلفزة في استعراض ما بعد فوز كلينتون في الانتخابات الرئاسية.

وتتفق الأدبيات السياسية لليمين الأميركي مع طروحات ترامب حول فساد النظام السياسي وعدم نزاهة العملية الانتخابية في أميركا وإمكانية تزوير الانتخابات المقبلة ليصل الأمر الى التشكيك بفكرة الديمقراطية نفسها في أميركا .

في أجندة ترامب وأنصاره الاستحقاق الانتخابي سيكون محطة للتصعيد وتلويح المرشح الجمهوري بعدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات إذا فازت المرشحة الديمقراطية، وهذا سابقة في تاريخ الانتخابات الأميركية، يؤشر الى احتمالات وسيناريوهات غير ديمقراطية منها اللجوء الى أعمال العنف .

 

Email