21 مليون شخص يعيشون أوضاعاً بائسة

إحصائيات الفقر تربك بريطانيا

الطفلة بروك طلبت مزيداً من التضامن مع المشردين | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول شكسبير: «أن ترى كثيراً ولا تملك شيئاً هو أن تملك عيناً غنية ويدين فقيرتين»، وهي مقولة استخدمها البريطانيون كأول رد على آخر إحصائيات للفقر في المملكة المتحدة.

83 ألف مشرّد شاب

وكشفت دراسة لجامعة كمبردج أن هناك نحو 83 ألفاً من الشباب مشردين لا مأوى لهم، وأن 21 مليون شخص في بريطانيا لا يزالون منذ سنة يعيشون تحت مستوى خط الفقر.

وتذكر الدراسة أن النظام الضريبي أوجد حالة من عدم المساواة في المجتمع البريطاني، كما أن الحكومة تنوي خفض مساعدة السكن لمن هم في سن 18 إلى 21 سنة، ما ينذر بمزيد من الإشكاليات.

29 مليار جنيه

وخيّمت هذه الصورة الغاية في الكآبة لبريطانيا الحديثة على صحيفة «الغارديان» البريطانية، بعد أن كشفت أن مواجهة تأثير الفقر كبّدت الخزانة العامة البريطانية خسارة ما يقرب من 78 مليار جنيه إسترليني سنوياً، أو 1200 جنيه إسترليني لكل فرد في بريطانيا، وفقاً لأول تقرير موسّع حول تأثير الحرمان في الموارد المالية. وتقدر مؤسسة جوزيف رونتري أن الحكومة تنفق أكبر قدر من الـ78 مليار جنيه إسترليني على علاج الحالات الصحية المرتبطة بالفقر التي تصل إلى 29 مليار جنيه إسترليني، تأتي بعدها تكاليف المدارس والشرطة، بينما تنفق 9 مليارات جنيه إسترليني على إيرادات الضرائب المفقودة.

2.2 مليون طفل فقير

وذكرت دراسة، أعدّها معهد الدراسات المالية البريطاني، أن نحو 2.2 مليون طفل في بريطانيا، ونحو مليونين من البالغين بعمر العمل، عاشوا في فقر مدقع خلال عامي 2009 و2010.

وأوضحت الدراسة أن الإصلاحات الجديدة لن تمنع ارتفاع عدد الأطفال تحت خط الفقر المدقع، وسيرتفع الرقم في عامي 2020 و2021، ليصل إلى أعلى من معدله المسجّل في 2001 و2002.

وتشير الأرقام إلى أن دخول الأسر البريطانية التي تعيش تحت خط الفقر تقل بنحو 60 في المئة عن المتوسط العام للدخول في البلاد.

طفلة تردّ على ماي

وفي أحد الردود الشعبية على ظاهرة الفقر في لندن، سجلت الطفلة البريطانية «بروك بلير»، وهي في الخامسة من عمرها، رسالة وجهتها إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عبر الفيديو في أقل من دقيقة، طلبت فيها مزيداً من التضامن مع الفقراء في بريطانيا والمشردين الذين يعيشون في الشوارع.

وانتشر الفيديو بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي في بريطانيا. وجاء في نص رسالة الطفلة بلير:

«اسمي بروك بلير، وأنا في الخامسة من عمري. لدي ما أريد قوله لتيريزا ماي..

في ليلة أمس كنت في الشوارع، وشاهدت المئات والملايين من المشردين، أحدهم بدا بأذنين عريضتين، مثقلاً بالأعباء.

يجب أن تكوني هناك..

تيريزا ماي يجب أن توفري لهم البسكويت والشكولاتة والساندويتشات والمنازل السكنية..

انظري، إنني في الخامسة فقط، وليس بإمكاني أن أفعل شيئاً حيال ذلك، أقوم فعلاً بتوفير بعض المال، لكنه لن يكفي لشيء.

أنت لديك قدر وافر من الأموال، فعليك أن تنفقي بعضاً منه لمساعدة الناس، وهذا ما يجب أن تقومي به،

لدينا قوانين في هذا البلد، وقد خضنا حروباً كثيرة، وأنا لا أحب ذلك.

تيريزا ماي. أنا غاضبة جداً.

هل أنت تستمعين لي، تيريزا ماي؟!»

Email