استثمارات أميركية وأوروبية تهدد ماي بالخروج من بريطانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ تصويت البريطانيين لصالح حملة بريكست والخروج من كتلة بروكسل، حاولت الحكومة البريطانية الحفاظ على وجود الاستثمارات الأجنبية في الداخل البريطاني وعدم خروجها لدول الجوار في الاتحاد الأوروبي.. لكن يبدو أنّ هذه الجهود لم تؤت أكلها، إذ استلمت الحكومة البريطانية إخطارات بخروج محتمل من شركات أميركية وأوروبية.

وكشفت دراسة لشركة KPMG، اعتبرها الخبراء الاقتصاديون «الأكثر خطراً» استطلعت آراء إدارات الشركات الكبرى في المملكة المتحدة، أن أكثر من ثلاثة أرباع الشركات الكبرى تدرس اللجوء إلى خارج لندن، ونقل عملياتها إلى عواصم أوروبية أخرى.

واستطلعت الشركة آراء 100 من الرؤساء التنفيذيين للشركات في بريطانيا، لتجد المفاجأة وهي أن 76 منهم يدرسون الانتقال إلى خارج المملكة المتحدة، وأن أربعة في المئة منهم صوتوا في الاستفتاء مع الخروج من الاتحاد الأوروبي، ما يعني أنّ ثمة شركات خططت للخروج من بريطانيا، ورأت أن تستغل نتائج الاستفتاء لإقناع موظفيها بنقل مكاتبها من عاصمة الضباب لعواصم أخرى في القارة العجوز.

كما بينت الدراسة أنّ أغلبية الرؤساء التنفيذيين لشركات عملاقة ومهمة، حيث تتراوح العوائد السنوية لكل شركة من الشركات المشاركة في الاستطلاع بين 100 مليون جنيه استرليني ومليار جنيه استرليني، مازالوا يبدون ثقتهم بالاقتصاد البريطاني، حيث توقع 69% منهم أن يواصل الاقتصاد البريطاني النمو خلال العام المقبل.

وفي حديث إلى «البيان»، قال رئيس مجلس إدارة شركة KPMG سايمون كولينز: إن «العديد من الشركات الأوروبية بدأت في وضع خطط لنقل مكاتبها إلى دبلن وباريس من أجل أن تبقى مستفيدة من السوق الأوروبي».

وأضاف كولينز أن الدراسة وجدت أن معظم الشركات الكبرى في المملكة المتحدة تعيش حالة من القلق والترقّب الحذر، وأنّ قياداتها تدرس سيناريو نقل المكاتب لتفادي أي اضطرابات «ولكن مع هذا 86% منهم واثقون من نمو شركاتهم فوق أراضي المملكة المتحدة».

نمو مؤكّد

وقال آخر إحصاء رسمي خرج من مكتب الإحصاء الوطني البريطاني: إن الناتج في قطاع الخدمات نما 0.4 في المئة مقارنة مع يونيو وارتفع 2.9% على أساس سنوي.

وبين الإحصاء أن الاقتصاد البريطاني نما بنسبة 0.7 في المئة وبلغ النمو 2.1% مقارنة مع الربع الثاني من 2015 ليقل عن التقديرات الأولية البالغة 2.2%.

تهديد أميركي

إلى ذلك، كشف النقاب عن أنّه خلال لقاء جمع بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وعدد من كبار البنوك ومؤسسات الأعمال الأميركية في نيويورك، هددت غولدن ساكس ومورغان ستانلي وبلاكروك بالانسحاب من لندن ونقل أعمالها إلى دول أوروبية أخرى. وحذر قادة كبار البنوك الأميركية في بريطانيا ماي من تدهور علاقتهم ببريطانيا إذا لم توضح لهم شكل العلاقات المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

طمأنة بريطانية

وفي خطاب في مانشستر تاون هول، قال وزير التجارة الدولية ليام فوكس في المملكة المتحدة: إن «بريطانيا تسعى لأن تصبح عضواً مستقلاً فى منظمة التجارة العالمية عندما تنفصل عن الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن المملكة المتحدة في موقف رئيس لتصبح رائدة على مستوى العالم في التجارة الحرة بسبب «قرار شجاع وتاريخي» للشعب البريطاني لمغادرة الاتحاد الأوروبي.

Email