كلينتون وترامب يتسابقان على الرضا

دعم إسرائيل مفتاح للنجاح في الانتخابات الأميركية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يخلو أي حديث لمرشحي الرئاسة الأميركية: الديمقراطية هيلاري كلينتون أو الجمهوري دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية من التأكيد على مساندة إسرائيل في محاولة منهم لكسب ود اللوبي الصهيوني في أميركا رغم العلاقة المتينة بينهما.

وينظر الفلسطينيون، وخاصة صناع القرار، إلى الانتخابات الأميركية نظرة أمل لربما يكون الرئيس المقبل داعما ومساندا للقضية والحقوق الفلسطينية ويغير السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية.

تنافس على اليهود ويتنافس كل مرشح رئاسي على قلوب وأصوات الناخبين اليهود في أميركا، ويقوم المرشح بالتقرب للكيان الصهيوني وزيارة دولة الاحتلال، وإطلاق تصريحات دعم ومساندة للدولة العبرية، ومؤيدة للجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

وكشفت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أخيراً رسالة أرسلتها المرشحة هيلاري كلينتون إلى الملياردير اليهودي حاييم طابان تحدثت فيها أنها في حال أصبحت رئيسة الولايات المتحدة ستسمح لإسرائيل بقتل 200 ألف فلسطيني في غزة وليس ألفين فقط!

وستمنح الدولة اليهودية كل الدعم العسكري والدبلوماسي والاقتصادي اللازم من أجل القضاء على المقاومة في غزة.

كما يعتمد المرشح الجمهوري دونالد ترامب في دعايته الانتخابية على احد الأثرياء اليهود وهو أحد اكبر ممولي حملته الانتخابية.

ويقول المحلل السياسي غسان الشامي إن اللوبي اليهودي في أميركا يمتلك قوة سياسية كبيرة ومؤسسات إعلامية متنفذة، كما أن اليهود في أميركا يتحكمون في أكبر المؤسسات المالية والاقتصادية، ويستطيعون من خلال نفوذهم ترجيح كفة أحد المرشحين للرئاسة الأميركية.

لذلك يسعى أي مرشح إلى خطب ود اليهود في أميركا، ويعمل المرشحون على تنفيذ برامج دعائية خاصة باليهود في أميركا وإظهار مدى الدعم الذي سيحظى به اليهود في حال الفوز برئاسة الولايات المتحدة.

تثبيت الكيان

وفي السياق، قال القيادي في حركة فتح مازن عز الدين إن الانتخابات الرئاسية الأميركية تلعب دوراً أساسياً في موضوع ترحيل الملف السياسي الفلسطيني لتسلميه للإدارة الجديدة، بهدف تحقيق تثبيت الكيان الإسرائيلي، وعدم تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته وتذويب الهوية الفلسطينية، وخلق إمكانية التوطين للفلسطينيين أينما وجدوا، والتعامل مع الأمر الواقع.

وأفاد عز الدين أن أي إدارة أميركية لا تحيد عن سياسة واستراتيجية واضحة وثابتة، وهي مساندة إسرائيل والدفاع عنها وحمايتها، وتقوية اقتصادها، حيث إن التنافس بين الحزبين يتمثل في من يثبت قوة إسرائيل أكثر، بإغداق السلاح عليها وحمايتها.

ويرى محللون انه رغم تفاوت تصريحات كل من ترامب وكلينتون، إلا أن كليهما يتنافسان في التعبير عن الولاء المنقطع النظير لإسرائيل، وعن تعهدهما بدعمها بشكل مستمر في كافة المجالات.

وقد تبرز كلينتون وكأنها أكثر دبلوماسية وبراغماتية، وأنّ ترامب أكثر فظاظة وحدة في التعبير عن مواقفهما، ولكن الحقيقة لا يوجد اختلاف جوهري بينهما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وإن وجدت هنا وهناك بعض الفوارق الشكلية وفي الأسلوب.

كما يتعامل الحزبان الديمقراطي والجمهوري مع القضية الفلسطينية عبر مبدأ الإدارة وليس الحل، ويشتركان في الانحياز الواضح والمتعمد للجانب الإسرائيلي.

مطلب وتفسير

 اعتبر ديفيد فريدمان، مستشار المرشّح ترامب، مطلب الإدارة الأميركية إخلاء المستوطنين من الضفة الغربية «عنصرياً ولا ساميّاً». ووجه انتقادات لإدارة باراك أوباما بسبب الرد على تصريحات بنيامين نتانياهو حين قال إن مطلب الفلسطينيين إبعاد اليهود عن المستوطنات لا تقل عن محاولة تنفيذ تطهير عرقي على حد مزاعمه.

Email