نجم آلان جوبيه يسطع في الانتخابات الفرنسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع اقتراب انتخابات الرئاسة الفرنسية، أظهرت استطلاعات الرأي تفوق عمدة بوردو آلان جوبيه، وأحد المرشحين البارزين للرئاسة الفرنسية مع الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. ويعتبر الأول أحد آخر معتنقي الخط الديغولي الحقيقيين (نسبة إلى السياسات الخارجية وتوجهات شارل ديغول وفرانسوا ميتران)، كما أنه يجتذب نطاقاً واسعاً وسط الطيف السياسي الفرنسي وصولاً إلى الدوائر المحافظة، لدرجة أن بعض معارضيه يصفونه بأنه مقبول لدى الناخبين اليساريين المعتدلين في فرنسا.

وبإلقاء نظرة سريعة على مسيرته، يمكننا تذكر أن جوبيه كان رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق في عهد الرئيس جاك شيراك، وترك منصبه بسبب المعارضة الشديدة لخططه التي استهدفت إصلاح دولة الرفاه. ففي ذلك الوقت، أسهمت الإضرابات في جميع أرجاء البلاد في الإطاحة بحكومته.

وبعد عشرين عاماً، عمد الكثيرون للالتفات للنظرية القائلة إن الاقتصاد الفرنسي كان سيكون الأقوى في أوروبا، لو أنه قد تم تنفيذ تلك الإصلاحات في ذلك الوقت.ومن هنا، هل ستكون سنة 2016 سنة آلان جوبيه؟ من المرجح أن ينتزع جوبيه ترشيح حزبه، حزب الجمهوريين، حيث إن أنصاره داخل الحزب منظمون جيداً، وصبورون، وموالون للغاية. ولكن منافسيه، داخل الحزب وخارجه، سيركزون على عمره. بيد أن جوبيه، مع ذلك، تمكن من تحويل تلك الحقيقة التي لا مفر منها لميزة، ليتعهد في حال انتخابه، بتسلم زمام الرئاسة لفترة واحدة، وهو ما يمنحه بالتالي الفرصة للتركيز على رئاسة البلاد، بدلاً من استغلال آخر عامين في التخطيط لإعادة انتخابه. ويبدو أن الفرنسيين متوافقون مع ذلك. .

دعاية إعلامية

يسطع نجم جوبيه كمرشح يستثمر وسائل الإعلام بدهاء، إذ يرسل «تغريدات» على موقع «تويتر»، ويتفاعل مع المواطنين عبر «فيسبوك»، أو حتى في الراديو الصباحي. ويتميز أسلوبه بأنه مريح، ولكنه حازم في الوقت نفسه. في وقت

حقق الرئيس الفرنسي الحالي، فرانسوا هولاند، شعبية منخفضة، بالنسبة إلى العديد من استطلاعات الرأي، وذلك لأن البلاد عانت خلال عهدته من هجمات إرهابية نتيجة غياب خطة أمنية محكمة لحماية البلاد من تهديدات تنظيم داعش ،وقد شاب فترة رئاسته ارتفاع معدلات البطالة، وتباطؤ النمو الاقتصادي، فضلاً عن انتشار شعور سلبي في البلاد. لذلك مهما كانت الحسابات والاحتمالات، فان حظوظ هولاند قليلة ، فيما يتوقع أن تتأهل مارين لوبن، رئيسة حزب الجبهة الوطنية المتطرف إلى الدورة الثانية.

Email