ألماني من أصل إيراني نفذ الهجوم وانتحر

مختل عقلياً وراء «ليلة الرعب» في ميونيخ

متضامنون يضعون أكاليل من الزهور قرب موقع الهجوم الإرهابي على مركز التسوق في ميونيخ | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكشفت خيوط العملية الإرهابية الدامية التي شهدتها مدينة ميونيخ الألمانية في «ليلة من الرعب» كما وصفتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، حيث اتضح أن الهجوم لا صلة له بالإرهاب العالمي، إنما عمل إرهابي فردي نفذه ألماني من أصل إيراني، بلا دوافع سياسية، ويعاني من اضطرابات نفسية لدرجة أنه وصف بأنه «مختل عقلياً» وانتحر لاحقاً بعد تنفيذ الهجوم الذي لقي تنديداً عربياً ودولياً واسعاً.

وأفاد وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير ان منفذ الاعتداء ميونيخ قرصن حساب على موقع فيسبوك لدعوة الضحايا للتوجه الى مطعم حيث ارتكب جريمته.

بدوره، أعلن رئيس الشرطة الألمانية هوبرتوس أندريا أن منفذ هجوم ميونيخ شاب ألماني من أصل إيراني يبلغ من العمر 18 عاما، كان يعيش منذ أكثر من عامين في ميونيخ.

وقال أندريا إن الهجوم بدأ في أول الأمر بالقرب من مطعم للوجبات السريعة، حيث بدأ الجاني في إطلاق النار، ثم توجه بالقرب من مركز للتسوق، وهرب بعد ذلك وأن الدافع وراء الهجوم وخلفياته لم تتضح بعد كما لا توجد أدلة على وجود مشاركين محتملين آخرين في الهجوم، موضحا أن منفذ الهجوم لم يكن ملفتا لأنظار الشرطة من قبل. وأوضح: «وجدنا عناصر تدل على انه يهتم بقضايا مرتبطة بالمختلين عقلياً» الذين ارتكبوا عمليات قتل وخصوصا كتب ومقالات في صحف.

وأضاف انه ليس هناك أدنى علاقة لمطلق النار بتنظيم داعش. وكانت السلطات ترجح في أول الأمر تنفيذ الهجوم من قبل ثلاثة جناة، بسبب رصد سيارة تسير بسرعة كبيرة في مكان الهجوم، غير أن التحقيقات أظهرت أن هذا الأمر لم يكن له علاقة بالأحداث.

وصرح النائب العام في ميونيخ توماس شتاينكراوس-كوخ أمام صحافيين: «ننطلق من مبدأ أن الأمر في هذه القضية عمل كلاسيكي لمختل عقليا تحرك بلا دوافع سياسية على ما يبدو». وأضاف شتاينكراوس-كوخ: «لا يبدو أن هناك دوافع اخرى». وتابع النائب العام أن مطلق النار الذي ولد لأب يعمل سائق أجرة «يعاني شكلا من أشكال الاكتئاب»، وقال «انه مرض».

ودعا المدعي إلى توخي الحذر إزاء المعلومات التي تقول انه اخضع لعلاج للأمراض العقلية. وأضاف اندري أن المحققين كشفوا «رابطا واضحا» بين إطلاق النار والنروجي بريفيك الذي قتل 77 شخصا قبل خمسة أعوام تماما.

ليلة الرعب

وأشارت المستشارة الالمانية إلى «ليلة من الرعب» غداة الهجوم الذي أدى إلى مقتل تسعة أشخاص قبل أن يقدم على الانتحار. وصرحت ميركل في أول رد فعل لها على إطلاق النار داخل مركز تجاري: «الناس في ميونيخ عاشوا ليلة من الرعب»، وقالت: «من الصعب علينا تقبل مثل هذه الليلة». وتابعت: «جميعنا وأقول ذلك بالنيابة عن الحكومة نرثي بقلب حزين كل الذين لن يعودوا أبدا إلى اسرهم».

المنفذ: أنا ألماني

وفي تسجيل فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بعيد اطلاق النار، يظهر رجل مصاب وهو يشتم رجلا آخر يرتدي ملابس سوداء يحمل مسدساً ويقف على سطح المركز التجاري. وذكرت الشرطة انه قد يكون منفذ الهجوم.

ويرد صوت يبدو انه صوت المهاجم، على الجريح قائلا: «انا الماني، ولدت هنا. في حي هارتس 4». ثم قال عبارة غامضة: «كنت اخضع لعلاج في مستشفى». وفي ميونيخ، عادت الحياة تدريجياً إلى طبيعتها بعدما عاشت المدينة حالة طوارئ حقيقية اذ إن السلطات كانت تخشى وجود ثلاثة مهاجمين فارين في المدينة، مستندة في ذلك إلى شهادات.

وبدأت وسائل النقل المشترك تعمل تدريجيا بعدما توقفت ليلا. ولقيت الجريمة الإرهابية البشعة إدانات واسعة من معظم الدول العربية والإسلامية، وتضامن مع الضحايا كافة دول العالم في تصريحات وبيانات رسمية.

 

صدمة

لا تزال ألمانيا تحت تأثير الصدمة بعد هذا الهجوم الذي سبقه قبل أربعة أيام فقط هجوم بساطور في قطار في بافاريا قام به طالب لجوء في الـ17 من عمره مؤكدا انه من تنظيم داعش.

ورغم أن الدوافع ما زالت مجهولة، يأتي إطلاق النار هذا في أجواء من التوتر في أوروبا. فالهجوم هو الثالث ضد مدنيين في أوروبا في اقل من عشرة أيام بعد اعتداء نيس (جنوب فرنسا) في 14 من الشهر الجاري الذي اسفر عن سقوط 84 قتيلا، والهجوم بساطور في فورتسبورغ.

Email