الرئيس الألماني: يتعين على أوروبا التكاتف للتصدي للإرهاب

تمديد الطوارئ في فرنسا وفالس يتوقع هجمات جديدة

Ⅶ انتشار أمني مكثف في مطار شارل ديغول | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية (مجلس النواب) على تمديد حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر، وذلك بعد مرور خمسة أيام على اعتداء نيس الذي أودى بحياة 84 شخصاً، فيما توقع رئيس الوزراء مانويل فالس هجمات جديدة تقتل أبرياء، في وقت دعا الرئيس الألماني يواخيم غاوك، أوروبا، إلى التكاتف في مكافحة الإرهاب، بينما أعلنت الشرطة الأوروبية، أنه ليست هناك علاقة مباشرة لمنفذي هجومي نيس وفورتسبورغ مع تنظيم داعش.

وتبنى النواب الفرنسيون، فجر أمس، مشروع قانون تمديد حال الطوارئ لستة أشهر، أي حتى نهاية يناير 2017، في أعقاب هجوم الأسبوع الماضي في مدينة نيس، وهو ثالث هجوم عنيف في غضون 18 شهراً يعلن متشددون مسؤوليتهم عنه.

ووافقت الجمعية الوطنية على تمديد سلطات التفتيش والاعتقال التي منحت للشرطة بأغلبية 489 صوتاً مقابل 26 صوتاً، فيما قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أثناء تقديمه المشروع إلى الوحدة الوطنية: «يجب أن نبقى متحدين وأن نركز اهتمامنا لأننا يجب أن نكون أقوياء في مواجهة هذا التهديد».

واتهم خصومه السياسيين باستغلال المأساة حتى قبل دفن القتلى. وأكد فالس أن بلاده تتوقع اعتداءات أخرى ومقتل أبرياء آخرين، مؤكداً أن على الفرنسيين التعايش مع هذا التهديد ومواجهته.

فيما أوضح أن الشخص المشتبه فيه رضا كريكيت الذي تم القبض عليه في مارس الماضي قرب باريس مع ترسانة من الأسلحة، كان يخطط لاستهداف بطولة كأس أوروبا 2016 في فرنسا التي اختتمت قبل أسبوع.

تحذيرات

من جهة أخرى، حذر فالس من صعود ما سماه الخطاب الشعبوي للمنتمين إلى أحزاب اليمين، موضحاً أن من يعدون الفرنسيين بحل كل الأمور بعصا سحرية يكذبون عليهم، على حد تعبيره. وكانت المعارضة اليمينية قد طالبت، أول من أمس الاثنين، بإنشاء لجنة تحقيق برلمانية بشأن المجزرة التي وقعت في نيس، وتعرض فالس لصيحات استهجان بالمدينة خلال حفل أقيم لتكريم الضحايا.

وأضعفت الهجمات فرص الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الفوز بفترة جديدة في انتخابات العام المقبل، بعد أن تضررت بالفعل بسبب فشله في الحد من البطالة. ودفاعاً عن سجل حكومته قال وزير الداخلية برنار كازنوف، «لا يمكن درء المخاطر تماماً حتى مع اتخاذ كل الإجراءات».

تكاتف

إلى ذلك، يرى الرئيس الألماني يواخيم جاوك، أنه يتعين على أوروبا أن تتكاتف في مكافحة الإرهاب، وقال في تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية في عددها الصادر أمس: «إن الأمر الحاسم في هذا الشأن سوف يكون أيضاً أن نتكاتف في أوروبا. يتعين علينا ألا ندع أنفسنا ننقسم، لاسيما في الوقت الجاري». وتابع الرئيس الألماني قائلاً: «لن يمكننا التصدي للإرهاب بلا خوف، إلا إذا عززنا تكاتفنا وتعاوننا وجعلناه وثيقاً على مستوى أجهزتنا الأمنية».

في الأثناء، قال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره، إن ألمانيا تواجه هجمات فردية محتملة ينفذها متشددون على غرار الهجوم الذي نفذه لاجئ بلغ من العمر 17 عاماً داخل قطار ركاب باستخدام فأس مساء الاثنين. وأضاف دي مايتسيره للصحافيين: «مثل عدة دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.. وكل الاتحاد الأوروبي، فإن ألمانيا أيضاً هدف للإرهاب الدولي. لذا فقد قلت منذ فترة طويلة إن الموقف خطير».

هجمات

ووسط هذه التطورات حذرت الشرطة الأوروبية «يوروبول» من وقوع المزيد من الهجمات الإرهابية، على غرار هجوم نيس في فرنسا وهجوم فورتسبورغ في ألمانيا.

وجاء في تحليل للشرطة الأوروبية بشأن الهجومين نشرته، أمس، في لاهاي، أن الهجمات التي ينفذها أفراد على غرار هجوم نيس وهجوم فورتسبورغ هي تكتيك مفضل لدى كل من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، ورأت الشرطة أن «الحركتين ناشدتا المسلمين في الدول الغربية أكثر من مرة، تنفيذ هجمات فردية في الدول التي يعيشون بها». كما أظهر الهجومان حسب التحليل أنه من الصعب التعرف إلى مثل هؤلاء الجناة في الوقت المناسب، وكذلك من الصعب الحيلولة دون وقوع هذه الهجمات.

وقدم خبراء الإرهاب بالشرطة الأوروبية تحليلاً لهجمات أورلاندو ونيس وماجنانفيل وفورتسبورغ، وأكد الخبراء من خلال هذا التحليل أنه ورغم تبني تنظيم داعش تنفيذ آخر الهجمات الإرهابية، إلا أنهم لا يرون علاقة مباشرة للتنظيم مع هذه الهجمات. وقال الخبراء إنه ليست هناك أدلة على أن تنظيم داعش خطط لهذه الهجمات ودعمها لوجستياً أو نفذها بشكل مباشر، فيما أشارت الشرطة الأوروبية إلى ارتفاع ضحايا الهجمات الأرهابية في أوروبا في 2015 مقارنة بـ2014.

دفاع

 دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأوروبيين إلى جعل الدفاع المشترك أولوية مطلقة للاتحاد الأوروبي بعد سلسلة الاعتداءات، وبعد التصويت البريطاني على مغادرة الكتلة الأوروبية. وقال هولاند في لشبونة المحطة الأولى من جولة أوروبية تهدف إلى جمع الدول الـ27 حول مشروع لإنعاش الاتحاد الأوروبي، إن أوروبا روح لكنها دفاع أيضاً، دفاع يجب أن يتم تعزيزه.

Email