إسكتلندا ستباشر مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.. وإشارات ترحيبية

خروج بريطانيا يعصف بحزب العمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

تشهد بريطانيا، عقب نتائج الاستفتاء، الذي قرر البريطانيون خلاله الخروج من الاتحاد الأوروبي، زلزالاً سياسياً ضرب وحدة المملكة المتحدة، إذ أعلنت إسكتلندا أنها ستباشر مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لحماية مصالحها.. في وقت لا تزال هزاته الارتدادية تضرب الأحزاب الكبرى، حيث أحدثت شرخاً كبيراً في حزب العمال الذي بدأت صفوفه وحكومة الظل التابعة له في التداعي، في وقت ارتفع عدد الموقعين على عريضة تطالب بإجراء استفتاء جديد إلى ثلاثة ملايين توقيع.

وأفادت تقارير بأن نحو نصف أعضاء حكومة الظل يعتزمون الاستقالة بعد عزل زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيرمي كوربين وزير خارجية حكومة الظل هيلاري بن. وعصفت نتائج الاستفتاء بحزب العمال، الذي كان من أشد المؤيدين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، حيث أقدم زعيم الحزب على عزل وزير خارجية حكومة الظل هيلاري بن، ما أدخل الحزب في صراع مفتوح، بعد أن صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.وأفادت تقارير بأن نحو نصف أعضاء حكومة الظل يعتزمون الاستقالة.

وقال الناطق باسم الحزب إن كوربين عزل بن لأنه فقد الثقة فيه، فيما أشارت مصادر داخل الحزب، إلى أن بن كان يحضر للانقلاب على زعيم حزب العمال، بعدما فشل كوربين في حشد مؤيديه لبقاء بريطانيا في الاتحاد، لكن هذا القرار خلق شرخاً كبيراً في الحزب.

استقالة

وقالت وزيرة الصحة في حكومة الظل هيدي ألكسندر، في تغريدة على «تويتر»، إنه «بقلب مثقل، قدمت استقالتي من حكومة الظل»، ونشرت صورة لخطاب الاستقالة الذي قدمته لكوربين.

وأوضحت ألكسندر في خطابها أن التصويت الذي أجري الخميس الماضي، وجاءت نتيجته لصالح انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ترك البلاد في تحديات غير مسبوقة. وأضافت أن بريطانيا تحتاج لمعارضة قادرة على تطوير بديل ذي مصداقية وملهم، ليحل مكان الحزب المحافظ، الذي يميل بشكل متزايد ناحية اليمين، وينظر إلى الوراء.

وذكرت محطة «بي.بي.سي» أن ما يصل إلى نصف أعضاء حكومة الظل الباقين، وعددهم 28 عضواً، يعتزمون الاستقالة، فيما ستقدم نائبتان عماليتان، اليوم الاثنين، مذكرة بحجب الثقة عن كوربين، في خطوة تعكس غضب العديد من البرلمانيين، الذين يتهمون زعيم حزب العمال، بعدم بذل جهود كافية في الحملة لإبقاء البلاد في صفوف الاتحاد الأوروبي، ويأخذون خصوصاً على كوربين، فشله في إقناع ناخبي الحزب من العمال، الذين صوت أكثر من ثلثهم (37 في المئة) مع الخروج، مخالفين بذلك خط الحزب. ويواجه أكبر حزبين سياسيين في بريطانيا أزمة بعد فشل زعيميهما في حملتهما لمنع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ارتفاع

إلى ذلك، ارتفع عدد الموقعين على ضرورة إجراء استفتاء جديد آخر على عضوية البلد في الاتحاد الأوروبي إلى ما زيد على ثلاثة ملايين توقيع. وقالت ناطقة باسم مجلس النواب، إن الموقع المخصص للعرائض على الإنترنت، تعطل لفترة، بعد وجود كميات كبيرة بصورة غير تقليدية من المستخدمين على عريضة واحدة، وذلك أعلى بكثير من أي مناسبة سابقة.

وتضطلع لجنة العرائض في البرلمان، بالإشراف على العرائض المقدمة. وتبحث اللجنة، في ما إذا كان يجب أن ترفع العرائض التي تجمع أكثر من 100 ألف توقيع إلى مجلس النواب كي يناقشها. ومن المقرر أن يجتمع أعضاء اللجنة غداً الثلاثاء.

اسكتلندا بعيداً

إلى ذلك، أعلنت رئيسة الوزراء الإسكتلندية نيكولا ستورجين أن «المملكة المتحدة التي صوتت إسكتلندا في 2014 للبقاء فيها، لم تعد موجودة»، مشيرة إلى أنه من المرجح، إجراء استفتاء جديد، بعدما صوت البريطانيون للخروج من الاتحاد الأوروبي. وأضافت: «لن يكون ذلك تكراراً لاستفتاء 2014. فالظروف تغيرت تماماً».

وقالت ستورجين إنها تتوقع مطالبة برلمان البلاد بوقف «الموافقة التشريعيةة» على التشريع المتعلق بخروج بريطانيا. لكن ساسة آخرين أعربوا عن اعتقادهم بأنّهم لا يعتقدون أن تجد اسكتلندا الأمر قانوني بما يكفي لعرقلة التشريع.

وأظهر استطلاع للرأي، نشرت نتيجته صحيفة «صنداي تايمز» أن 52 في المئة من الإسكتلنديين يؤيدون الانفصال عن بريطانيا، بعد قرار أكثرية الناخبين البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي.

استمرار

قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أمس، إن مجلس الوزراء البريطاني، الذي شهد انقساماً حول ما إذا كان يجب إجراء استفتاء حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيستمر في عمله، لحين اختيار رئيس وزراء جديد.

Email