ارتدادات الزلزال البريطاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

(لمشاهدة ملف "ارتدادات الزلزال البريطاني" pdf اضغط هنا)

بعد الزلزال الذي أحدثه استفتاء البريطانيين، والذي فضلوا فيه خيار الخروج من الاتحاد الأوروبي، يعيش الأوروبيون وغيرهم من دول العالم ارتدادات هذا الزلزال الذي يرجّح أن تستمر لفترة طويلة في جبهات السياسة والاقتصاد، وربما يلقي هذا الحدث الكبير بظلاله على دول وكيانات أخرى لتسلك المسار ذاته، وفي أولى التبعات الانفصالية ما يجري في اسكتلندا، حيث ترتفع الأصوات من أجل تنظيم استفتاء حول الانفصال عن بريطانيا.

وأظهر استطلاعان أن أكثر من نصف الاسكتلنديين يؤيدون تنظيم استفتاء جديد على استقلال بلادهم، ما شكل دعماً لسعي رئيسة وزرائهم نيكولا ستورجن، لفتح مفاوضات مباشرة مع الاتحاد الأوروبي.

وقال مشرع ألماني كبير وحليف للمستشارة أنجيلا ميركل، إن اسكتلندا مستقلة ستكون محل ترحيب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بعد تصويت بريطانيا للخروج من الكتلة الأوروبية.

ووسط هذه التطورات، بات مستقبل وحدة المملكة المتحدة على المحك، فيما لا يزال الغضب الأوروبي قائماً، وهو ما ظهر جلياً في اجتماع برلين لوزراء خارجية الدول الست الكبرى المؤسسة للاتحاد الأوروبي. وفي تصريحات منفصلة دعا هؤلاء بريطانيا إلى الإسراع في مغادرة الحظيرة الأوروبية، وتعيين رئيس حكومة جديد بدل دافيد كاميرون الذي أعلن اعتزامه الاستقالة في أكتوبر المقبل، كما دعت الدول الست بريطانيا إلى عدم ممارسة لعبة القط والفأر التي من شأنها أن تترك فراغاً في الاتحاد، وتشغله عن الاهتمام بقضايا مهمّة وملحّة وتحديات جمّة.

وبانتظار التداعيات المتلاحقة، يتوقّع مراقبون عملية طويلة ومعقّدة لخروج بريطانيا من البيت الأوروبي، إذ إن العملية أعقد من مجرد وجود نص في معاهدات الاتحاد يقضي بأن الخروج من طرف واحد حق لا يحتاج إلى تبرير.

 

لقراءة أخبار أخرى

Email