قمة اسطنبول تدعو إلى تحسين التصدي للأزمات

الإمارات تطالب بخطة عالمية للعمل الإنساني

 عدد من زعماء العالم في القمة الإنسانية في اسطنبول | (أ ب)

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت اسطنبول، أمس، قمة غير مسبوقة لزعماء العالم برعاية الأمم المتحدة، حيث دعت إلى إجراء إصلاح جذري لطريقة التعامل مع الأزمات الإنسانية الناجمة عن النزاعات.

ودعت الإمارات الى أن يكون هناك تعاون على المستوى الدولي والمنظمات الإنسانية بحيث نضع خطة عمل للعمل الإنساني عالمياً.

بينما ناشد الرئيس التركي الطيب اردوغان المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته معبراً عن أسفه لانعدام التوازن في تحمل الأعباء. فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتقليل عدد النازحين للنصف بحلول 2030.

استراتيجية الدولة

مثلت الدولة في القمة معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة، التي أكدت أن حضور هذا المؤتمر جزء من استراتيجية الدولة في تحسين مستوى الخدمات على المستوى الإنساني، حيث تطلع دولة الإمارات الى أن يكون هناك تعاون على المستوى الدولي والمنظمات الإنسان، بحيث نضع خطة عمل للعمل الإنساني عالمياً..

ومن هنا يأتي حرص دولة الإمارات على حضور هذا المؤتمر العالمي المهم للحصول على نتائج وعلى تطلعات وتأملات الدول فيما ستطرحه من أفكار ومن خبرات وآليات واستراتيجيات يمكن الاعتماد عليها لوضع خطة عمل عالمية.

تمويل الأعمال الإنسانية

وكشفت معاليها عن تفعيل «صندوق الأثر الإنساني» في عام 2017 مبينةً أن هذا الصندوق سيعمل بشكل دقيق على حشد القطاع الخاص وتمويل الأعمال الإنسانية وهذا يطلب لأول مرة في دولة الإمارات وعلى مستوى العالم وستكون الإمارات رائدة في هذا المجال وستشجع الاستجابة لدى الجهات والدول الأخرى على هذا المسار..

اضافة الى أن هذا الصندوق مرتبط بـ 60 منظمة وجهة مسجلة لدى مدينة دبي العالمية للخدمات الإنسانية، مؤكدة أن هذا الصندوق ومن خلال هذا الدعم سيوفر الكثير من الخدمات للمحتاجين سواء من الكوارث الطبيعية أو المتضررين من النزاعات والحروب المسلحة.

مركز إيواء اللاجئين

وذكرت معالي الشامسي بدور القيادة الرشيدة في دعم العمل الإنساني على مستوى العالم، وتحدثت عن إنشاء مركز إيواء اللاجئين في اليونان للنازحين السوريين بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتعليمات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهذا يجيء في إطار العمل الذي يأتي من أرفع المستويات في دولة الإمارات لتوجيه العمل الإنساني دائماً الى ما هو مطلوب ويرتقي الى احتياجات العالم.

مستقبل مختلف

وقال بان كي مون في افتتاح القمة «منذ الحرب العالمية الثانية لم نشهد إطلاقاً هذا القدر من الأشخاص المضطرين لمغادرة ديارهم» مضيفاً «نحن هنا لصياغة مستقبل مختلف»، وتابع «هذه المهمة ليست سهلة، وتحقيق الأهداف يتطلب «إرادة سياسية على مقياس لم تعهده في السنوات الأخيرة». داعياً الى تقليل عدد النازحين للنصف بحلول 2030

وتعتزم القمة التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخروج بسلسلة أنشطة والتزامات ملموسة لمساعدة البلدان على تحسين استعداداتها لمواجهة الأزمات ووضع نهج جديد للتعامل مع النزوح القسري وضمان مصادر تمويل موثوقة لمعالجتها.

ويقول منتقدون إن نظام المساعدات العالمي يحتاج إلى تمويل أكبر للتعامل مع انتشار الحروب والدول الفاشلة اللذين تسببا في تزايد أعداد النازحين وإلى تحسين الكفاءة والحد من الفساد الذي يستهلك الكثير من تمويل المساعدات الإنسانية قبل أن يستفيد منه من يحتاجونه.

تحمل المسؤولية

أما مضيف القمة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فناشد المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته، مضيفاً أن النظام الحالي غير كافٍ (...) فالعبء يقع حصراً على عدد من الدول. اليوم على الجميع تحمل مسؤولياتهم مذكراً باستقبال بلاده تستقبل حوالي ثلاثة ملايين لاجئ، بينهم 2,7 مليون سوري.

وأضاف الرئيس التركي ان «الحاجات تتزايد يومياً، لكن الموارد لا تتبعها بالضرورة وأضاف «تركيا تدرك ذلك بمرارة، مذكراً بإنفاق بلاده 10 مليارات دولار على استقبال لاجئين سوريين، مقارنة بـ450 مليون من سائر الدول»، ومندداً بتهرب عدد من أفراد المجتمع الدولي من مسؤولياته.

اما المستشارة الألمانية انغيلا ميركل فدعت الى التوقف عن قطع الوعود الفارغة بالمساعدة. وقالت «قطعت وعوداً فضفاضة ولاحقاً لا تصل أموال المشاريع. يجب أن يتوقف ذلك». وأضافت ان العالم ما زال يفتقد الى انظمة مساعدات إنسانية تناسب المستقبل.

ومن بين المشاركين في القمة رئيس وزراء لبنان تمام سلام، والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس وزراء اليمن، د. احمد عبيد بن دغر، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.

وتعقد القمة في فندق قريب من ميدان تقسيم وسط اسطنبول، حيث تشهد المنطقة تشديداً أمنياً وانتشاراً كبيراً لعناصر الشرطة، كما تم فحص المشاركين بشكل دقيق قبل دخولهم لقاعة ألمؤتمرات، حيث تعقد القمة.

إغلاق الحدود

الى ذلك، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن إغلاق الحدود في أوروبا لوقف المهاجرين أمر «غير إنساني» وإن الجهود التي تبذلها الحكومات لوقف تدفق اللاجئين تفادى الأزمة بصفة مؤقتة فحسب.

وأوضحت الناطقة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ميليسا فليمنج على هامش أول قمة إنسانية عالمية في اسطنبول «هناك الكثير من الأشخاص يهنؤون أنفسهم ويقولون إن الاتفاق نجح وتوقف الناس عن القدوم. لكن الأمر أكبر من ذلك». وأضافت «أدى هذا لتراجع حدة المشكلة لكنها لم تحل بعد».

مرحلة أساسية

قال مدير الهلال الأحمر التركي، كرم كينيك، إن قمة اسطنبول يجب أن تكون «مرحلة أساسية عبر تحديد أهداف تنموية وتعزيز نظام التمويل». وأوضح «كل الدول تقطع الوعود لكن علينا إرفاق القول بالفعل»، متابعاً «عندئذ تصبح مشكلاتنا كلها محلولة».

Email