نفقات التدفّق تكلّف حكومة ميركل 50 مليار يورو

دعوات إلى تحالف قومي لإدماج اللاجئين في ألمانيا

■ لاجئون أثناء وصولهم إلى جزيرة بريسوس اليونانية قادمين من السواحل التركية | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما أعلنت برلين عن الحاجة إلى تحالف قومي لإدماج اللاجئين، كشفت دراسة عن أنّ الملف الشائك سيكلّف ألمانيا ما يربو على 50 مليار يورو في 2015 و2016، فيما عبّد الاتحاد الأوروبي الطريق أمام بريطانيا للحد فورياً من أموال الرعاية الاجتماعية للمهاجرين الأوروبيين.

وطالب نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بتأسيس تحالف قومي لإدماج اللاجئين في المجتمع الألماني. وقال زيجمار جابريل الذي يشغل أيضا منصب وزير الاقتصاد، في تصريحات لشبكة التحرير الألمانية التي تضم أكثر من 30 صحيفة: «إننا بحاجة الآن إلى تحالف من أجل ألمانيا: اقتصاد قوي ومجتمع إنساني متضامن ودولة نشطة تهتم بالأمن العام والتعليم والتضافر الاجتماعي».

وأوضح جابريل أنّ «الأمر هنا لا يدور فقط حول اللاجئين، بل أيضاً حول الاستثمارات الاجتماعية والنمو المجتمعي للبلد بأكمله»، مضيفاً: «كل هذا يتكلّف أموالاً، لكنه سيتكلف المزيد إذا لم ندمج اللاجئين، لا ينبغي لنا السماح بنشوء مجتمعات موازية جديدة».

50 مليار يورو

على صعيد متصل، أظهرت دراسة حديثة أنّ ألمانيا ستتكبّد نحو 50 مليار يورو خلال العامين الجاري والمقبل لتغطية نفقات الإقامة والرعاية ودورات الاندماج وتعليم اللغة الألمانية للاجئين.

وتوقّعت صحيفة «راينيشه بوست» الألمانية الصادرة أمس استناداً إلى الدراسة التي أجراها معهد كولونيا للاقتصاد الألماني أن تبلغ تكلفة استقبال اللاجئين في ألمانيا في 2015 نحو 22 مليار يورو، مشيرة إلى أنه «إذا ارتفع عدد اللاجئين إلى 2.2 مليون لاجئ فإنّ التكاليف سترتفع العام المقبل إلى 27.6 مليار يورو».

وأوضح المعهد أنّه «في حال تحقق هذه التوقعات فإن وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله ربما لن يستطيع إقرار موازنة بدون ديون جديدة بحلول 2017».

تقليص معونات

بدورها، هدّدت وزيرة العمل الألمانية أندريا ناليس اللاجئين غير الراغبين في الاندماج بتقليص المعونات التي يحصلون عليها.

وكتبت ناليس في مقال بصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» الألمانية الصادرة أمس: «من يأتي إلى هنا ويبحث عن الحماية لدينا ويريد بدء حياة جديدة يتعين عليه الالتزام بقواعدنا وقيمنا، من يبدي عدم رغبته في الاندماج فإنّنا سنقلص معوناته، أرى أنه يتعين ربط المعونات بالالتزام بدورات تعلم اللغة الألمانية والقواعد الأساسية للعيش المشترك لدينا».

وأوضحت ناليس أنه يتعين على كل فرد في ألمانيا يطلب المساعدة، بغض النظر عن أصله العرقي، أن يبذل كل ما في وسعه ويوظّف المتاح لديه من مال وعمل في المجتمع، لافتة إلى أنّ «هذا ينطبق على اللاجئين أيضاً».

وأشارت الوزيرة إلى أنّ «من يريد بدء حياة جديدة في ألمانيا كمهاجر من خارج الاتحاد الأوروبي، عليه أن يستقل مادياً وألّا يعتمد في البداية على المساعدات الاجتماعية»، مردفة: «المحليات لا يمكنها تقديم دعم غير محدود للمهاجرين المُعدمين من خارج الاتحاد الأوروبي، هذه أيضاً لم تكن فكرة الانتقال الحر في الاتحاد الأوروبي، والتي تعتبر من أكبر انجازات الاندماج الأوروبي».

إعادة أفغان

في الأثناء، يكثّف وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير مساعيه خلال زيارته لأفغانستان لإعادة اللاجئين الأفغان إلى وطنهم بعد التزايد الكبير في عددهم بألمانيا. وشدّد دي ميزير على أنّه «لا يجوز أن يغادر الشعب الأفغاني لاسيّما الشباب بلدهم بحثاً عن مستقبل أفضل اقتصادياً في ألمانيا»، مضيفاً: «مهرّبو البشر في أفغانستان يروّجون شائعات عن أوضاع مثلى في ألمانيا بغرض التربح، لا نريد كل هذا».

وأكّد دي ميزير أنّه يتعيّن على الأفغان الذين ليس لديهم فرص للحصول على وضع اللجوء في ألمانيا العودة طواعية إلى بلادهم في أي جزء آمن منه، موضحاً أنّه «من المحتمل أن يحصل هؤلاء الأشخاص على دعم مالي لبدء حياتهم مجدّداً في أفغانستان».

أموال رعاية

إلى ذلك، قال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إنّ «بريطانيا والاتحاد الأوروبي اتفقا على إمكان أن تحد بريطانيا بشكل فوري من أموال الرعاية الاجتماعية التي يتم دفعها لمهاجري الاتحاد الأوروبي».

وأضاف الناطق في بيان: «بشأن الرعاية الاجتماعية طرحت اللجنة نصّاً يوضح أنّ الظروف الحالية للمملكة المتحدة تلبّي معايير استخدام مكابح الطوارئ»، واصفاً الخطوة بـ«الانفراجة الكبيرة».

وأنهى كاميرون ودونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي محادثاتهما قائليْن إنّهما لم يتوصّلا لاتفاق بعد بشأن كل الملفات الأربعة التي يريد كاميرون إصلاحها قبل الدعوة لاستفتاء بشأن عضوية بلاده في الاتحاد.

انتهاك قيم

شدّد نائب رئيس حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي أرمين لاشت، على أنّ «قيادة حزب البديل لأجل ألمانيا «ايه اف دي» المناوئ للاتحاد الأوروبي والمعارض لعمليات إنقاذ اليورو تنتهك قيم ألمانيا من خلال تصريحاته بشأن استخدام أسلحة على الحدود في مواجهة لاجئين».

وقال لاشت في العاصمة برلين أمس، إنّ «ما صرّحت به رئيسة حزب البديل فراوكه بتري ونائبتها بيأتريكس فون شتروخ يعد انتهاكاً لقيم الدستور والكرامة الإنسانية وكل شيء تتميز به ألمانيا».

Email