اعتداءات على مساجد في تكساس وفلوريدا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصاعدت مخاوف الأميركيين المسلمين في الأيام الأخيرة مع تعرض عدد من المساجد في الولايات المتحدة لاعتداءات ذات طابع عنصري في عدد من الولايات الأميركية فيما صعد دونالد ترامب أبرز المرشحين الجمهوريين الطامحين للوصول إلى البيت الأبيض من حملته العنصرية على المسلمين في أميركيا.

وبعد تصريحاته العنصرية المتتالية، بشأن منع استقبال اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة ودعوته إلى مراقبة المساجد وتعهده بإغلاقها في حال فوزه بالانتخابات العام المقبل، أثار ترامب موجة من الاستنكار والانتقادات في وسائل الإعلام الأميركية على خلفية زعمه أن آلاف الأميركيين العرب المقيمين في ولاية نيوجرسي تظاهروا في سبتمبر عام 2001 احتفالاً بتدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.

انزعاج رسمي

السلطات الأمنية الأميركية المشغولة في تشديد الإجراءات الأمنية، تحسباً لتعرض الولايات المتحدة لعمليات إرهابية مشابهة لهجمات باريس بعد تهديدات تنظيم داعش باستهداف نيويورك وواشنطن، أبدت انزعاجها الشديد من تصريحات ترامب. واعتبرت أنها لا تمت إلى الحقيقة بصلة. وأكد ناطقون باسم الشرطة الأميركية في نيويورك ونيوجرسي أن التقارير الأمنية لم تلحظ أي تظاهرات فرح بين الجالية العربية بعد هجمات سبتمبر. كما تصدت وسائل الإعلام الأميركية المكتوبة والمرئية لادعاءات مرشح الحزب الجمهوري وطرحت علامات استفهام كبيرة حول قول ترامب أنه شاهد قبل 14 عاماً على شاشات التلفزة الأميركية الآلاف من الجالية العربية في نيوجرسي يتظاهرون ابتهاجاً بهجمات نيويورك.

مخاوف من تداعيات

وتخشى السلطات الأمنية الأميركية من تداعيات مثل هذه التصريحات التحريضية في ظل تكرار حوادث الاعتداء على مساجد المسلمين في الولايات المتحدة وآخرها ما تعرض له حرم أحد مساجد ولاية تكساس من اعتداءات قام بها متشددون عنصريون يعمل مكتب التحقيقات الفدرالي على ملاحقتهم. كما تعرض المصلون في مسجد آخر في فلوريدا لتهديدات بالقتل من قبل مجهولين فيما تشهد ولاية ميشغن حيث تعيش جالية عربية كبيرة توترات مشابهة.

ويتوقف المراقبون عند ظاهرة تقدم دونالد ترامب في استطلاعات الرأي على بقية المرشحين الجمهوريين بعد سلسلة من التصريحات العنصرية التي أطلقها مع بدء حملته الانتخابية واستهدفت الأميركيين من أصول أفريقية والمهاجرين من أميركا اللاتينية والمسلمين والعرب. ويرون أن ذلك يؤشر إلى وجود بيئة عنصرية حاضنة في القواعد الشعبية للحزب الجمهوري وهو ما يؤجج التشنج العنصري في البلاد حيث اظهر استطلاع للرأي أجرته محطة السي أن أن التلفزيونية أن نحو خمسين في المئة من الأميركيين يعتبرون أن العنصرية هي أكبر مشكلة تواجهها الولايات المتحدة حالياً.

عنصرية

ويسجل لمرشحي الحزب الديمقراطي ولإدارة الرئيس باراك أوباما وقوفها بوجه الحملات العنصرية التي تتعرض لها الأقليات العرقية والدينية في الولايات المتحدة وآخرها الحملة التي استهدفت عرب نيوجرسي. وفي هذا السياق رأى المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز أن تصريحات ترامب تجانب الصواب وأنها تؤجج مشاعر العنصرية في البلاد.

تذكير

يأتي تصاعد مخاوف الأميركيين المسلمين مع تعرض عدد من المساجد في الولايات المتحدة لاعتداءات ذات طابع عنصري وتصعيد دونالد ترامب - من حملته العنصرية على المسلمين في أميركيا، بعد أيام قليلة من إصدار مجلس النواب الأميركي قانوناً جديداً يجمد قرار إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما استقبال 10000 لاجئ سوري خلال العام المقبل وهو ما دفع الرئيس إلى التلويح باستخدام الفيتو من أجل تنفيذ سياساته والوقوف إلى جانب اللاجئين السوريين، مؤكداً أنه سيفي بتعهداته الأخلاقية مع ضمان أن لا يهدد ذلك الأمن في الولايات المتحدة. فيما دعت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية الأبرز لانتخابات الرئاسة إلى استقبال الولايات المتحدة 65000 لاجئ سوري سنوياً.

Email