أردوغان: السلام مع مهدّدي الوحدة مستحيل .. و«ناتو» متضامن بقوّة

تركيا تقصف معاقل حزب العمال الكردستاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

غلى المشهد التركي على صفيح الأحداث سياسياً وميدانياً، ففيما قصف الطيران مواقع للأكراد جنوب شرقي البلاد، شدّد الرئيس رجب طيب أردوغان على استحالة عملية السلام مع مهدّدي الوحدة الوطنية، في الأثناء وفّر اجتماع «ناتو» دعماً كبيراً بإعلانه التضامن القوي مع أنقرة في حربها ضد الإرهاب، بينما أكدت السعودية أنّ من حق تركيا الدفاع عن نفسها.

وقال الجيش التركي في بيان على موقعه، إن «طائرات تركية من طراز «إف 16» قصفت مجموعة من متطرّفي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد بعد ساعات من قيام المجموعة بإطلاق النار على جنود أتراك. وأضاف البيان أن «الحادث وقع في إقليم سرناك الجبلي على حدود العراق».

سلام مستحيل

سياسياً، شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس على أنّ «استمرار عملية السلام مع الأكراد «مستحيلة»، إذا واصل متمردو حزب العمال الكردستاني شن هجمات دموية على قوات الأمن». وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحافي في أنقرة قبل بدء جولة تستمر أربعة أيام في الصين وإندونيسيا: «من المستحيل الاستمرار في عملية السلام مع الذين يهددون الوحدة الوطنية». وأبان أردوغان أن «العمليات العسكرية ضد الناشطين الأكراد ومتطرفي «داعش» ستستمر بالعزم نفسه»، مردفاً: «التراجع غير وارد، هذه العملية ستستمر بالعزم نفسه».

عودة لاجئين

على صعيد آخر، أكّد أردوغان أن قيام منطقة أمنية خالية من تنظيم «داعش» في شمال سوريا سيسهل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مبيناً أن «تطهير هذه المناطق وإقامة منطقة أمنية سيسمح بعودة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا وعددهم يقارب 1.8 مليون نسمة.

شروط سلام

من جهته، قال بشير أتالاي الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، إن «عملية السلام بين تركيا والمتطرفين الأكراد قد تستمر إذا ألقت العناصر الإرهابية أسلحتها وتركت البلاد». وأضاف أتالاي في مؤتمر صحافي في أنقرة: «لا يمكن أن نقول إن عملية السلام انتهت بشكل فعلي، يوجد ركود حالياً في الآلية ولكن يمكن أن تبدأ من جديد من حيث توقفت إذا ظهرت تلك النوايا».

نوايا احتلال

على الطرف الآخر، قال الناطق باسم حزب العمال الكردستاني بختيار دؤغان أمس، إن «تركيا خالفت اتفاقيات السلام مع حزب العمال الكردستاني، وزادت من تحركاتها العسكرية في كردستان بهدف احتلالها».

وأضاف دؤغان أن «تركيا خالفت الاتفاقيات مع حزب العمال والتي كانت بيننا منذ عدة سنوات، وزادت من تحركاتها العسكرية في بحجة مقاتلة حزب العمال الكردستاني والهدف هو الاحتلال كردستان، نعتبر جميع تحركات تركيا على المناطق الحدودية هي حرب ضد الكرد ونحن لم ندخل في حرب مع تركيا بناء على قرار من زعيم الحزب عبد الله أوجلان على أساس الاتفاقية التي كانت بين حزب العمال الكردستاني بل تركيا هي التي قاتلتنا».

تضامن أطلسي

في السياق، أعلن سفراء حلف شمال الأطلسي «ناتو» أمس التضامن القوي مع تركيا في أعقاب سلسلة الهجمات الإرهابية. وقال السفراء في بيان صدر عقب محادثاتهم التي عقدت في بروكسل بناء على طلب تركيا: «الإرهاب يشكل تهديداً مباشراً على دول الناتو والاستقرار والرخاء الدوليين».

وأشار السفراء إلى أنهم يناقشون التهديدات التي تواجهها تركيا، وسيواصلون تتبع التطورات على الحدود الجنوبية الشرقية للناتو عن كثب شديد. وأضاف البيان: «لا يمكن أبداً تحمل أو تبرير الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أمن الحلف لا يتجزأ، ونتضامن بقوة مع تركيا».

بدوره، لفت رئيس حلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى أن «تركيا لم تطلب المزيد من الدعم العسكري من الحلف». وأضاف ينس ستولتنبرغ :«لم تطلب تركيا أي تواجد عسكري إضافي للناتو بها، هي حليف قوي يتمتع بقوات مسلحة عالية القدرة حيث إن لديها ثاني أكبر جيش بين الدول الأعضاء في الحلف».

حق دفاع

إلى ذلك، أكّد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن «من حق تركيا الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من الأعمال الإرهابية». وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» في وقت مبكّر من صباح أمس، أن «الملك سلمان بن عبد العزيز الموجود حالياً في فرنسا، تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تم التطرق فيه إلى العلاقات الوثيقة بين البلدين».

وأضافت «واس» أن «الرئيس التركي أطلع الملك سلمان خلال الاتصال تفاصيل العمليات العسكرية التي اتخذتها الحكومة التركية ضد «داعش»، وإصرار تركيا على مواجهة الإرهاب ومكافحته بكل الوسائل والطرق». وأوضحت الوكالة السعودية الرسمية أن «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أكد أن المملكة تندد بالأعمال الإرهابية التي تعرضت لها جمهورية تركيا الشقيقة، وتؤيد حق تركيا في الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من الأعمال الإرهابية».

قلق ألماني

أعربت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين عن قلقها إزاء الضربات الجوية التركية على حزب العمال الكردستاني خلال مكالمة هاتفية مع نظيرها التركي وجدي جونول. وقالت فون دير لاين أمس في العاصمة المالية باماكو أمام مجموعة من الصحافيين: «أشرت بإصرار إلى أنه لابد من الحفاظ على التناسبية في هذه العملية، وأنه لا يمكن إحداث اضطراب لعملية المصالحة مع الأكراد داخل تركيا أو إنهاؤها». وأضافت الوزيرة الألمانية: «الكفاح المشترك ضد تنظيم داعش يجب أن يكون هدفنا المشترك»، مشيرة إلى أنه «ستتم مراقبة كيفية الاستعانة بالجيش الألماني في جنوب تركيا في ظل الوضع الجديد حاليا بعناية فائقة. وشددت على ضرورة أن يكون لأمن الجنود «أولوية مطلقة».

Email