طهران تعلن استمرارها بالمفاوضات وواشنطن تُلمح لاستكمالها اليوم

مهلة الفرصة الأخيرة بشأن النووي الإيراني تنتهي بلا اتفاق

جانب من اجتماع لوزان في فندق قصر البوريفاج رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

انفضّت في وقت متأخر من ليل أمس، المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني بين القوى الكبرى وإيران في لوزان دون أن يتسرب عنها أي معلومات، وسط إعلان إيراني أن اللقاءات ستتواصل إلى حين الاتفاق على القضايا محل النزاع دون أن يحدد موعداً وتلميحات أميركية إلى مد المفاوضات إلى اليوم رغم أن مهلة «الفرصة الأخيرة» انقضت مع انتصاف ليل الثلاثاء- الأربعاء.

ووسط ملامح حلحلة للعقد الخلافية، التي كانت مع انتهاء مفاوضات يوم الاثنين ثلاثاً نُقل عن مفاوضين إيرانيين أن الخلاف بات يتركز على نقطتين فقط هما، مدة وقف بحوث تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات.

انتهى الاجتماع الثالث، الذي استمر ساعة ونصف الساعة، الذي ضم وزراء خارجية إيران ودول 5 1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، إضافة إلى ألمانيا) في مدينة لوزان السويسرية، دون أن يرد بعد انتهائه معلومات عما تمخض عنه، لكن عودة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى لوزان، التي كان غادرها أول من أمس أشاعت موجة من التفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق، وسط معلومات شحيحة عن تقدم المباحثات في أجواء محمومة ازدادت سخونتها مع اقتراب مهلة منتصف الليل.

تمديد

في هذه الأثناء، أعلن مفاوض نووي إيراني أن «المحادثات مع القوى العالمية ستتواصل لحين الاتفاق على القضايا محل النزاع»، تزامناً مع إعلان مسؤول أميركي كبير أن المفاوضات في لوزان قد تتواصل اليوم الأربعاء إذا تم إحراز تقدم في الساعات المقبلة.

وقال المسؤول في الخارجية الأميركية، إن «خبراءنا ودبلوماسيينا يعملون من دون كلل لنرى إذا كنا قادرين على التوصل إلى اتفاق. سنواصل بالتأكيد العمل إذا واصلنا إحراز تقدم وصولاً إلى الغد إذا كان ذلك مفيداً». في حين اكد البيت الابيض ان المفاوضين الأميركيين لن ينتظروا حتى 30 يونيو المحدد كموعد نهائي كي ينسحبوا منا لمحادثات النووية مع إيران اذا لم يتسن التوصل إلى تسوية سياسية.

تقدم بطيء

من جانبه، صرح الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمال وندي للصحافيين أن المفاوضات الماراثونية حول الملف النووي الإيراني تتقدم لكن «ببطء». وأوضح: «نتقدم لكن ببطء، فنظراً إلى الطابع المعقد للمسائل وواقع أن الأمر يتعلق بالدراسة النهائية للمواضيع، فإن ذلك يجري ببطء».

وقبل أن يغادر موسكو أبدى لافروف تفاؤله معتبراً أن احتمالات التوصل إلى اتفاق «جيدة». وقال: «لا شيء مؤكداً 100 في المئة لكن الفرص كبيرة إذا لم يرفع أي من الأطراف المشاركين سقف مطالبه في آخر لحظة».

الفرصة الأخيرة

وكان من المفترض أن تتوصل الدول الست الكبرى مع إيران أمس إلى تسوية أولية أساسية في ملف بالغ التعقيد يلقي بثقله على العلاقات الدولية منذ 12 عاماً. والهدف هو التثبت من عدم سعي إيران لحيازة القنبلة الذرية، لقاء رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.

وإذا كان استحقاق 31 مارس لا يمثل الفرصة الأخيرة، إلا أنه محطة أساسية من أجل مواصلة المحادثات سعياً للتوصل إلى اتفاق تاريخي كامل يحسم كل التفاصيل التقنية بحلول 30 يونيو.

وأشار المفاوضون من الجانبين إلى أن الفشل في التوصل إلى اتفاق بحلول منتصف ليل لا يعني تلقائياً القطيعة ونهاية كل المفاوضات، غير أن الجميع متفقون على أن الوضع سيكون أكثر تعقيداً وصعوبة بكثير، ولا سيما بسب الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة وإيران، حيث سيعزز فشل مفاوضات لوزان موقف المعارضين لأي اتفاق في واشنطن وطهران مروراً بالرياض والقدس.

والمفاوضات مستمرة في لوزان منذ ستة أيام ليل- نهار. وبعد ماراثون دبلوماسي غير مسبوق مستمر منذ 18 شهراً، تصطدم المباحثات دائماً بنقاط مهمة.

لليوم الثالث على التوالي تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس محذراً من أن التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني في لوزان «سيمهد الطريق» أمام طهران للحصول على السلاح النووي.

وقال نتانياهو في خطاب أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست): «أكبر تهديد لأمننا ومستقبلنا كان وسيبقى محاولة إيران حيازة أسلحة نووية. الاتفاق الذي تجري صياغته في لوزان يمهد الطريق نحو هذا الهدف». وتعهد أن «تقوم إسرائيل بكل ما بوسعها لضمان أمننا ومستقبلنا». أ.ف.ب

Email