إعلان الطوارئ وحل الحكومة والبرلمان والمعارضة تصعّد

«الربيع الأسود» يجتاح بوركينا ضد نظام كامباوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتفعت حدة التوتر في بوركينا فاسو أمس، مع احراق مبنى الجمعية الوطنية (البرلمان) حيث كان يفترض ان يجرى تصويت على تعديل دستوري مثير للجدل قد يسمح ببقاء الرئيس بليز كامباوري في الحكم، والهجوم على التلفزيون وأعمال عنف في الأرياف، فيما رد الرئيس بإعلان حالة الطوارئ، بينما حل الجيش الحكومة والبرلمان.

وأعلنت الحكومة أمس «الغاء التصويت» على مشروع تعديل الدستور الذي اشعل فتيل التوتر، وكان متوقعا تمريره في البرلمان أمس، ودعت الى الهدوء وضبط النفس.

وغرقت العاصمة واغادوغو في الفوضى. واسفرت اعمال العنف عن سقوط قتيل على الأقل. وعلى بعد مئات الأمتار من منزل فرنسوا كامباوري الشقيق الأصغر لرئيس الدولة والشخصية النافذة في النظام، عثر على رجل في الثلاثين من العمر مقتولا.

واجتاحت النيران جزءا من مبنى البرلمان. وارتفعت سحب كثيفة من الدخان الأسود من النوافذ المحطمة. ونجح نحو الف شاب في الدخول الى المبنى وتخريبه وسط هتافات «حرروا كوسيام»، اسم القصر الرئاسي.

وفي محيط الرئاسة الى جنوب المدينة، كان التوتر حادا. وكان مئات المتظاهرين يواجهون جنود الحرس الجمهوري. وعمد بعض الجنود الى اطلاق النار تحذيرا فوق رؤوس المحتجين.

كما اقتحم المتظاهرون مبنى الإذاعة والتلفزيون المجاور للبرلمان وقاموا بعمليات تخريب ونهب للمعدات، كما احرقوا وحطموا سيارات.

وسجلت اضطرابات ايضا في بوبو ديولاسو، ثاني مدن البلاد (جنوب غرب). واحرقت البلدية ومقر الحزب الرئاسي ومنزل رئيس البلدية ومنزل الناطق باسم الحكومة الذي يتحدر من المنطقة.

وإثر التطورات اعلن الرئيس كومباوري حالة الطوارىء، داعياً إلى إنهاء العنف ووقف التظاهرات. وكلف رئيس اركان الجيش تطبيق هذا القرار الذي يدخل حيز التطبيق اعتبارا من (الأمس)». ودعا كومباوري زعماء المعارضة إلى الهدوء وضبط النفس وتعهد باتخاذ اجراءات من شأنها أن «توفر أجواء الثقة».

وردت المعارضة برفض إعلان الطوارئ والحوار، داعية إلى التصعيد، فيما أعلن الجيش حل الحكومة والبرلمان.

وانزلقت بوركينا فاسو الى الأزمة مع الإعلان في 21 اكتوبر عن مشروع تعديل دستوري يرفع من اثنين الى ثلاثة العدد الأقصى للولايات الرئاسية المحددة بخمس سنوات.

والرئيس كومباروي الذي وصل الى السلطة قبل 27 عاما، يفترض ان ينهي العام المقبل ولايته الأخيرة بعد ولايتين من سبع سنوات (1992 ـ 2005) وولايتين من خمس سنوات (2005 ـ 2015).

لكن المعارضة تخشى ان يدفع هذا التعديل الجديد رئيس الدولة الذي انتخب اربع مرات بغالبية ساحقة كالنموذج السوفييتي، الى اتمام ثلاث ولايات اضافية.

وقال اميل بارغي باريه المرشح السابق الى المنصب الأعلى والقيادي البارز في حزب المعارضة «انه الربيع الأسود في بوركينا فاسو في 30 اكتوبر، على صورة الربيع العربي».

ردود فعل

وفي ردود الفعل الدولية، اعرب البيت الأبيض عن قلقه الشديد حيال الوضع في بوركينا. وقالت مساعدة الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برناديت ميهان في بيان: «ندعو كافة الأطراف وبينها قوات الأمن الى وضع حد للعنف.

Email