الوحدة خيار 55% .. «التعاون» يرحّب وكاميرون يعد بـ«مزيد من الصلاحيات»

اسكتلندا ترفض الانفصال عن المملكة المتحدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حمى 55 % من مقترعي الاستفتاء على مصير اسكتلندا، تاريخاً عمره يفوق الثلاثة قرون من الاتحاد مع بريطانيا، و انحازوا إلى خيار بقاء الوحدة في ظل المملكة، بمشاركة قياسية اقتربت من 85 %.

وفيما تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس بمنح سلطات جديدة لبلدان المملكة المتحدة الأربع: اسكتلندا وانجلترا وويلز وآيرلندا الشمالية، أقرّ قادة خيار الاستقلال بالهزيمة وخيبة الأمل، في الأثناء تطايرت كلمات الترحيب من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وألمانيا وإسبانيا، بدوره رحبّ محلس التعاون الخليجي بنتيجة الاستفتاء.

ورفض الاسكتلنديون الاستقلال عن بريطانيا بـ 55.3 في المائة من الأصوات بفارق كبير عن مؤيّدي الاستقلال الذين حصلوا على 44.7 من الأصوات وفق الأرقام الرسمية بعد انتهاء عمليات الفرز في كل الدوائر الـ 32 في اسكتلندا.

وحصل الوحدويون على مليونين وألف و926 صوتاً مقابل مليون و617 ألفاً و989 صوتاً للاستقلاليين في الاستفتاء.

وفي أعقاب حملة أثارت تعبئة كبيرة في صفوف الاستقلاليين في مناطق كثيرة من العالم، قال المسؤولون إنّ «الاستفتاء سجّل نسبة مشاركة قياسية وصلت إلى 84.6 في المائة وهي الأعلى في انتخابات في بريطانيا حتى الآن».

وحدة أراض

وفي ردّ فوري، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المملكة المتحدة إلى «وحدة الصف»، إذ قال في كلمة أمام مقر الحكومة البريطانية في لندن: «حان الوقت لمملكتنا المتحدة لكي توحّد صفوفها وتمضي قدماً».

مشيراً إلى أنّه «تمّت تسوية مسألة استقلال اسكتلندا لجيل»، مضيفاً: «الشعب الاسكتلندي قال كلمته وقراره واضح، قرّر الحفاظ على وحدة أراضي بلداننا الأربع (اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية وإنجلترا) ومثل الملايين الآخرين أنا سعيد بذلك، إنّ رؤية مملكتنا المتحدة تتفكّك كان سيؤلمني».

مزيد صلاحيات

وأبان كاميرون أنّ «الحزب القومي الاسكتلندي سينضم إلى محادثات نقل سلطات جديدة لاسكتلندا»، قائلاً على صفحته على موقع «تويتر»: «تحدثت للتو مع زعيم الحزب القومي الاسكتلندي أليكس سالموند وهنأته على الحملة الشرسة، أنا سعيد لأنّ الحزب القومي الاسكتلندي سينضم لمحادثات نقل السلطات، وإلى الذين يشكّكون في اسكتلندا بالوعود الدستورية المقطوعة.

دعوني أقول لكم ما يلي: «سبق أنْ نقلنا صلاحيات في ظل هذه الحكومة، وسنقوم بذلك من جديد في الحكومة المقبلة»، مضيفاً: «إنّ الأحزاب الوحدوية الثلاثة قطعت تعهدات بمنح البرلمان الاسكتلندي صلاحيات إضافية، وسنتثبت من الوفاء بها».

هزيمة مخيّبة

في السياق، اعترفت زعيمة لحملة الاستقلال في اسكتلندا فعلياً بالهزيمة، إذ أبلغت نائبة زعيم الحزب القومي الاسكتلندي نيكولا ستورجن تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية: «مثل آلاف آخرين في أرجاء البلاد وضعت قلبي وروحي في هذه الحملة والآن يوجد شعور حقيقي بخيبة الأمل بأنّنا أخفقنا بفارق ضئيل في الحصول على تصويت بنعم».

كما أقرّ الزعيم القومي الاسكتلندي أليكس سالموند بالهزيمة في مسعاه للفوز في استفتاء على الاستقلال عن المملكة المتحدة، مطالباً الحكومة البريطانية الوفاء بوعدها منح المزيد من السلطات لإدنبره بسرعة. وقال سالموند لأنصار الاستقلال في العاصمة الاسكتلندية: «قرّرت اسكتلندا بالأغلبية ألا تصبح دولة مستقلّة في هذه المرحلة، أقبل حكم الناس هذا».

تنفّس صعداء

وتفاعل المحيط مع الحدث بقوّة، فقد تنفّس مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الصعداء بعد إعلان نتيجة الاستفتاء، إذ قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو: «أرحب بقرار الشعب الاسكتلندي للحفاظ على وحدة المملكة المتحدة، هذه النتيجة طيبة لأوروبا موحّدة ومنفتحة وأقوى وهي التي تمثلها المفوضية».

وفيما أشاد باروسو بما أسماه «الالتزام الأوروبي» تجاه اسكتلندا، شدّد على استمرار مفوضيته في إجراء حوار بناء مع الحكومة الاسكتلندية حول قضايا مثل التوظيف والطاقة والبيئة.

قوّة تحالف

من جهته، أبدى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندريس فوج راسموسن كامل احترامه اختيار الاسكتلنديين، مرحّباً ببقاء بريطانيا موحّدة، مضيفاً: «إنني واثق من أنّ المملكة المتحدة ستظل تضطلع بدور رئيسي في الحفاظ على قوة التحالف».

ترحيب أوروبي

إلى ذلك، رحب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير برفض الاسكتلنديين الاستقلال، قائلاً على هامش زيارته للأمم المتحدة في نيويورك أمس: «نتائج الاستفتاء تتحدث بلغة واضحة: «المواطنون يريدون اسكتلندا قويّة داخل بريطانيا قويّة، أعتقد أنّ ذلك قرار جيد لاسكتلندا وبريطانيا وأوروبا أيضاً»، معرباً عن أمل بلاده في استمرار التعاون الوثيق والمفعم بالثقة مع الاسكتلنديين.

بدوره، قال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، إنّ المستشارة ميركل تتحفّظ عن الإدلاء بأي تعليقات احتراماً للقرار الديمقراطي، موضحاً أنّ القاعدة الأساسية التي تتبعها الحكومة الألمانية هي أنّ التعاون مع المملكة المتحدة سيظل وثيقاً ومبنياًّ على الشراكة كما كان من قبل».

وفي مدريد رحّب رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي بنتيجة الاستفتاء، قائلاً: «إنّها أفضل نتيجة لأوروبا». ولفت في رسالة فيديو نشرت على موقع الحكومة الإلكتروني، إلى أنّ «الاسكتلنديين تفادوا تداعيات اقتصادية واجتماعية ومؤسّسية وسياسية خطيرة».

ترحيب خليجي

في الأثناء، رحّب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د.عبداللطيف بن راشد الزياني بنتائج الاستفتاء الذي جرى في اسكتلندا، معرباً عن ترحيب المجلس بهذه النتيجة التي أكدت حرص الاسكتلنديين على المصلحة العليا للمملكة المتحدة، مؤكدا على أهمية الدور المحوري والمكانة المرموقة التي تتبوأها المملكة المتحدة على الساحتين الأوربية والدولية.

وأشاد الزياني بالعلاقات التاريخية المتينة التي ربطت دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة على مر التاريخ، وما تتسم به حالياً من تطور ونماء في إطار الحوار الاستراتيجي، متمنيا للشعب البريطاني دوام التقدّم والرقي والازدهار.

 

 

 

 

 

دعوات وحدة

حضّ زعيم الحملة المعارضة لاستقلال اسكتلندا عن بريطانيا والوزير السابق بالحكومة المركزية في لندن اليستر دارلينغ على الوحدة في البلاد بعد أن أظهرت نتائج الاستفتاء رفض الناخبين الاستقلال عن بريطانيا.

وقال دارلينغ: «لقد كانت حملة مفعمة بالطاقة ومشوبة بالانقسام في الوقت نفسه»، داعياً أنصار المعسكرين المؤيد والمعارض للاستقلال إلى إظهار أنّه «وبعد الاستفتاء، يمكننا أن نبقى متحدين». وأضاف إنّ العدد الكبير من الناخبين المؤيّدين لاستقلال اسكتلندا عن بريطانيا يظهر أنه يتعين على جميع الأحزاب السياسية أن تستمع الآن إلى صرختهم من أجل التغيير».

Email