عدوى اسكتلندا ترعب الاتحاد الأوروبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه قادة الاتحاد الأوروبي صعوبة في إخفاء توترهم ازاء احتمال حصول اسكتلندا على استقلالها خشية أن يتحول ذلك إلى عدوى، ويلوحون بالتهديد بعدم قبول أدنبره التي سيتوجه أهلها الخميس إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في استفتاء حول الاستقلال، في الاتحاد.

ورفض ناطق باسم المفوضية الأوروبية التعليق على آخر استطلاعات الرأي التي تظهر التقارب في نسبة الرافضين والمؤيدين للاستقلال الذي يمكن أن ينهي ثلاثة عقود من الاتحاد مع انجلترا، مشيراً إلى أنّ الأمر يتعلق بـ «شأن داخلي».. في حين أثار رئيس المفوضية جوزيه مانويل باروزو غضب الاستقلاليين في فبراير الماضي عندما صرح انه «سيكون من الصعوبة بمكان وحتى من المستحيل» أن تنضم اسكتلندا كدولة مستقلة إلى الاتحاد الأوروبي. وأعطى مثالاً على ذلك إسبانيا التي تواجه مطالب انفصالية وترفض الاعتراف بكوسوفو. وتابع القول: «انه بطريقة ما، وضع مشابه لأنّ الأمر يتعلق ببلد جديد». وسرعان ما ندد الاستقلاليون الاسكتلنديون بتصريحاته، مؤكدين أن الاستفتاء الذي واقفت عليه لندن مختلف جداً عن اعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد ويلاقي اعتراض صربيا.

وقالت الأستاذة في المعهد الاسكتلندي للتغيير الدستوري نيكول ماك ايوان إن المشكلة المستعصية بالنسبة لبروكسل دفعت ببعض القادة الأوروبيين إلى الإدلاء بـ «تصريحات ذات مضمون سياسي بطريقة مثيرة للدهشة». كما قال المكلف الدراسات الأوروبية في جامعة كينغز في لندن بابلو كالديرون «في الحقيقة، انه وضع صعب جداً بالنسبة للاتحاد الأوروبي».

والاتحاد الأوروبي الذي يواجه صعوبات جمة مع الوضع الاقتصادي المزري والبطالة المرتفعة، في صفوف الشبان خصوصا، قد لا يتخطى مسألة التعامل مع محادثات تبدو عاصفة حول اسكتلندا كدولة مستقلة. وزيادة على ذلك هناك مشكلة في الشرق مع تحركات روسيا في أوكرانيا وقلق دول بحر البلطيق التي تضم اقليات روسية قد تطالب بحكم ذاتي.

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوين ماري في لندن مونسيرا غيبرنو «لا أحد يريد ان يجد نفسه مضطراً لتسوية هذه المشكلة في حين تعصف الأزمات بأوكرانيا والشرق الأوسط والعراق». واختصر رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبويي الوضع قائلاً العام 2013 لدى سؤاله عن كاتالونيا إنّ «دولة جديدة مستقلة قد تتحول بفعل استقلالها إلى دولة خارج الاتحاد الأوروبي»، ويستدعي ذلك ان تتقدم بطلب انضمام إلى الاتحاد الأوروبي «وفق الاجراءات المعروفة» ما قد يطول حتى العام 2020.

متابعة في كاتالونيا

ويتابع الكاتالانيون الذين تظاهروا بكثافة قبل أيام في برشلونة والباسك كذلك باهتمام استفتاء اسكتلندا في حين ترفض مدريد اي استقلال لهذه المناطق.

وفي هذا السياق، يوضح كالديرون ان «إسبانيا وربما فرنسا ايضا ستفعلان على الأرجح كل ما في وسعهما لإفشال وجود اسكتلندا في الاتحاد الأوروبي لكي تحبطا كاتالونيا». ورغم ذلك، أوضحت ماك ايوان «ليس بإمكاني ان اتخيل سيناريو تكون فيه اسكتلندا الدولة الأوروبية الوحيدة المستبعدة».. بينما يرى وزير خارجية ألمانيا فرانك والتر شتاينماير أنّ من الأفضل «بقاء بريطانيا موحدة».

ويأمل الاستقلاليون الاسكتلنديون انتزاع تعديل للمعاهدات الأوروبية يسمح لهم بالبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي قبل الاستقلال فعلياً مطلع العام 2016. ويشير بعض الخبراء في هذا السياق إلى ألمانيا الشرقية بعد التوحيد، مؤكدين انه بعد محادثات اولية صعبة فسيكون ممكناً الانضمام في غضون سنتين او ثلاث.

Email