تحذير من نقطة اللاعودة و«الناتو» نحو قوة تدخل سريع

أوروبا تعاقب روسيا وتمد أوكرانيا بالمساعدات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفضى اجتماع للاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس إلى اتفاق على تشديد العقوبات على روسيا في حال استمر تفاقم الوضع في أوكرانيا، ومد كييف بالمساعدات لمواجهة تعثر اقتصادها، وسط تحذيرات من نقطة «لا عودة»، في حين أفادت تسريبات إعلامية أن حلف شمال الأطلسي بصدد إنشاء قوة تدخل سريع في أوكرانيا.

وفي ما أفضى مشروع بيان اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل أمس لدعوة أجهزة التكتل إلى إعداد المزيد من الخيارات لفرض عقوبات، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن العقوبات على روسيا «ستزداد بالتأكيد» عقب اجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل.

وأضاف هولاند أن «المفوضية الأوروبية تعمل على رفع مستوى هذه العقوبات». وأردف: «الوضع يتفاقم بالتأكيد في أوكرانيا: فثمة معدات آتية من روسيا، وعلى الأرجح أن جنوداً دخلوها، وفي أي حال، انفصاليون سلحتهم وساعدتهم روسيا». وأضاف: «حيال تفاقم التوتر، يجب اتخاذ قرارات جديدة، وعلى أوروبا التحرك».

موقف باروزو

إلى ذلك، حذر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو من الوصول إلى «نقطة اللاعودة» في النزاع الأوكراني. وقال باروزو بعد لقاء مع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو: «نحن في وضع مأساوي»، مضيفاً: «يمكن أن نجد أنفسنا في وضع نصل فيه إلى نقطة اللاعودة إن استمر التصعيد».

وأردف أن «المفوضية أعدت خيارات تتعلق بفرض عقوبات»، غير أنه لم يتحدث عن تفاصيل. واستطرد: «يجب ألا تستهين روسيا بإرادة وعزم الاتحاد الأوروبي على الدفاع عن مبادئه وقيمه»، معلناً عن مساعدات بقيمة مليار يورو لدعم الاقتصاد الأوكراني.

موقف بوروشنكو

من جهته، أكد بوروشنكو: «نريد السلام وليس الحرب، لكننا قريبون جداً من الحدود بحيث لن يكون ممكنا التراجع»، متهماً من جديد روسيا بإرسال قوات ودبابات إلى الأراضي الأوكرانية. وأردف: «نحن اليوم نتحدث عن مصير أوكرانيا، إنما غداً يمكن أن نتحدث عن أمن أوروبا واستقرارها».

وتابع: «أستطيع أن أقول إن الاتحاد الأوروبي لن يتغاضى عن العدوان الروسي». وفي مؤتمر صحافي منفصل، ذكر بوروشنكو أن كييف «تنتظر خلال الأيام المقبلة اعتباراً من الاثنين تحقيق تقدم حقيقي في مفاوضات السلام».

موقف آشتون

بدورها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون روسيا إلى وقف «عدوانها الأخير» على أوكرانيا.

وقالت آشتون إن «كل الوزراء اعربوا عن قلقهم الشديد من عدوان القوات الروسية الأخير». وأضافت: «نحض روسيا على وضع حد للأعمال العدائية وإرسال الأسلحة والمقاتلين إلى منطقة النزاع وسحب قواتها».

وتابعت آشتون أن الوزراء «قالوا بوضوح شديد إنه ليس هناك حل عسكري للنزاع، ولا بد من حل دائم يحترم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها».

قوة تدخل

وبالتوازي، ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أنه «من المنتظر إنشاء قوة للتدخل السريع في شرق أوكرانيا». وأفادت أنه «من المنتظر أن تتألف هذه القوة من نحو عشرة آلاف جندي، وستشارك فيها دول البلطيق والنرويج وهولندا والدنمارك وكندا». ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن القوة الجديدة «ستضم قوات جوية وبحرية وبرية».

وبحسب بيانات صادرة عن حلف شمال الأطلسي، فإن هذه الخطوة «لا علاقة لها بخطط الحلف الرامية إلى زيادة القوة الضاربة وسرعة قوته للتدخل السريع». وكتبت «فايننشال تايمز» أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يعتزم الإعلان عن هذه المبادرة خلال قمة «الناتو» التي ستعقد الخميس والجمعة في ويلز ببريطانيا.

جورجيا وتركيا

وفي سياق متصل، يتوجه وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل إلى جورجيا وتركيا بعد قمة الحلف.

وقال الناطق باسم «البنتاغون» جون كيربي إن هاغل سيغادر الولايات المتحدة الأربعاء في جولة تستمر ستة أيام ستقوده أولاً إلى كارديف لحضور قمة الحلف الأطلسي، وينتقل بعدها هيغل إلى جورجيا، البلد غير العضو في الحلف «والذي يشاطرنا قلقنا حيال ما تقوم به روسيا في أوكرانيا».

ثم يتوجه هيغل إلى تركيا التي وصفها كيربي بأنها «حليف رئيسي للحلف».

أوباما واستونيا

كذلك، يزور الرئيس الأميركي باراك أوباما استونيا بالتوازي مع حضوره اجتماع ويلز. ويلتقي أوباما رؤساء استونيا ولاتفيا وليتوانيا، ويلقي كلمة الأربعاء المقبل.

 وأكد البيت الأبيض أن أوباما «سيشد على أن التزام الحلف بالمادة الخامسة بالدفاع المشترك عن كل عضو في الحلف ضمان ثابت». وستكون تلك ثاني زيارة يقوم بها رئيس أميركي إلى استونيا بعد توقف جورج بوش هناك العام 2006.

تعيينات أوروبية

من جانب آخر، اتفق وزراء خارجية التكتل الأوروبي على تعيين رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك رئيساً للمجلس الأوروبي خلفاً لهرمان فان رومبوي. كما تم تعيين وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موغيريني على رأس الدبلوماسية الأوروبية خلفاً لأشتون.

Email